بينما يسأله الكشافة الصغير: «هل أنت صادق فيما تقول؟» ثم قال: «هل تتعهد بأن تنتزع قلبك، وتمزقه، وتلقي كل قطعة منه في جهة من جهات الأرض الأربع؟»
فسأله جيمي: «أي المنظمات الأخوية (مجموعات من أشخاص لهم نفس الأهداف) كنت تقرأ طقوسها؟»
فقال الكشافة الصغير بهدوء: «منظمة أبي. إنما جعلنا العهد الخاص بنا قاسيا بقدر ما استطعنا.» ثم قبض أصابعه مرة أخرى. «بأمانة؟ هل تقصد حقا ما قلته مخلصا؟»
فقال جيمي: «بأمانة. مخلصا فيما وعدت به. وأقسم عليه بحياتي.» «احمل يدي اليمنى واتل القسم أمام الله العظيم! سأظل صديقك دائما. سأحفظ أي سر تخبرني به. سأفعل أي شيء في العالم يمكنني أن أفعله في أي وقت، في أي مكان، لأكون عونا لك.»
اندفعت إليه يد ثابتة.
قال الكشافة الصغير: «فلتصافحني!» وتابع: «كل ذلك سيسري علي. كل ما وعدتني به، أعدك به. سوف آتي إليك كما كنت آتي إلى سيد النحل. سنصبح شريكين كما كنت أنا وهو. وسوف أساعدك بقدر ما أستطيع. لكن صحيح، ماذا سيحدث للنحل؟ وماذا سيحدث للحديقة؟ وماذا سيحدث لذلك المنزل الجميل؟»
تردد جيمي. يجب على أحد الأشخاص أن يخبر الطفل. وها هما معا. كانت هذه فرصته. فقد أراد أن يسمع وجهة نظر طفل. ولم لا؟
ومن ثم فقد قال بهدوء: «هل تعتقد أن هناك في العالم كله أي شخص كان سيد النحل يحبه أكثر مما أحبك؟»
فأجابه الكشافة الصغير: «لست مضطرا إلى إهدار أدنى مجهود في شرح أي ظنون بذلك الشأن.» وتابع: «فلدي معلومات واقعية، وقد حصلت عليها من الزعيم الأعظم؛ حصلت عليها من الخالق الكائن في السموات؛ لقد عرفتها حين اقتربت بشدة من قلب سيد النحل؛ عرفتها من قبلة حانية وإنه سر لن أخبر به أحدا سوى الرجل الذي سيحل محله. تذكر أنك حلفت يمينا وهذا أول ما سأخبرك به لأنه كان سرا بيننا. ربما كان هناك ناس لن يروقها السر لو كانوا اطلعوا عليه. كان هناك من الناس من سيستاء منه. لم يكن ليروق مارجريت كاميرون، من ناحية، لأنني أشك إن كانت تهتم لأمر لولي أكثر مما كانت تهتم بسيد النحل. بناء على ما رأيته منها، طريقة تنظيفها لمنزله ورعايتها له! أعتقد أنني رأيت أمي وهي تتودد إلى أبي من قبل. وأعتقد أنني أعلم القليل عن المتزوجين، وأظن بناء على ما رأيته منها أنها كانت ستسر سرورا بالغا لو كان سيد النحل قال لها: «هل تقبلين الزواج بي؟» وكانت ستقبل بكل تأكيد! كانت ستقبل أيما قبول! لكنه لم يسألها الزواج قط، ولم ينو أن يسألها قط. فإنه لم يحب البتة أي امرأة في العالم كله سوى ماري، وكان قد سمح لامرأة واحدة بخداعه حين كان في غاية الوحدة بعد رحيلها، مثل دجاجة تحاول أن تتطلع حولها ورأسها مقطوع، حسنا، ذلك أيضا سر! يبدو أنني أفشي إليك بكل ما أعرفه مرة واحدة. ربما تسمعها منظمة أكثر وتبقى في ذاكرتك بشكل أفضل إذا أخبرتك بكل واحد على حدة، وعلى أي حال، سيكون منطقيا أكثر أن أخبرك بأسراري. فربما لا يروق له أن أخبرك بأسراره. وإنني لم أقصد كذلك. لكنه الحديث عن مارجريت كاميرون جعلني أتذكر كيف كان باستطاعتي أن أخبرها، في أي مرة من المرات وهي تدور حول نفسها، أن كل ما هنالك أنه كان يراها امرأة مهندمة، وكان يرى أنها كريمة، وكان يفضل أن يلعب معها أحد ألعاب الكوتشينة أو الداما على أن يفكر في الشيء الفظيع الذي ألم بأكثر سيدة أحبها وبصغيرته ماري. كلا، ما كان يجب أن تظن قط أنه أحبها أكثر؛ لأنه لم يفعل. وإنما كان يحبني أنا بكل تواضع! أما كيف عرفت فقد أخبرتك من قبل. لأنه أخبرني! وما كان سيضطر لأن يقول ذلك لو لم يرد. فلم يطلب منه أحد ذلك. لم يدفعه أحد لذلك. بل كان هو من أقبل عليه من نفسه.»
فقال له جيمي: «حسنا، إذن، ما دام قد أحبك لتلك الدرجة، وأنت تعلم ذلك، وإذا كان ذاهبا في رحلة طويلة ولديه شيء عزيز جدا عليه سيتركه، فمن تعتقد سيكون الشخص الذي سيتركه له؟»
Bilinmeyen sayfa