وقدمه الكشافة لجيمي من خلال المقدمة، التي صاحبها تلويح باليد وبسيف خشبي، على النحو التالي: «بيل السمين الطيب!»
ذهبت عينا جيمي الحادتان إلى وجه الصغير. لم يكن لدى بيل السمين الطيب أدنى اعتراض على كونه «بيل السمين الطيب». فقد ابتسم، وأدى التحية كأفضل ما يكون، وتنحى جانبا.
لوح الكشافة الصغير بالسيف، فتقدم صبي - حدث جيمي نفسه عنه معلقا: «يبدو في العاشرة» - رشيق وممشوق القوام، ذو بشرة قمحية اللون فاتحة وشفتين حمراوين، وشعر أسود وعينين سوداوين صافيتين واسعتين، صبي وسيم للغاية، حيا الكشافة الصغير ثم حيا جيمي تحية موجزة. كانت المقدمة المصاحبة له هي: «طفل أبيه وأمه المطيع.»
مرة أخرى تفحصت عينا جيمي الصغير، فبدا جليا أن «الطفل المطيع» لم يأبه البتة للاسم الذي نعته به الكشافة الصغير.
لوح بالسيف للمرة الثالثة إذ تنحى الطفل المطيع جانبا وجاء الدور على الصبي التالي - «قد يكون في الثالثة عشرة وربما في الرابعة عشرة»، أسر جيمي في نفسه - صبي أطول من أي من الآخرين، ضخم، ذو شعر أحمر، وعينين زرقاوين، وملابس مهندمة وباهظة على غير المألوف ومنتقاة بعناية. كانت شفتا الفتى مقوستين بشكل فريد، فيما برزت أسنانه بروزا طفيفا، وتألقت عيناه بشعاع ضوء راقص. دار السيف الخشبي دورة كبيرة في الهواء وحط على الأرض. وأدى الفتى الأصهب التحية للكشافة الصغير بلياقة شديدة حتى إن المشهد كان ممتعا للأنظار. فقد ضم كعبيه، ورفع ذقنه، وانتصبت قامته. كانت تحية رائعة. لوح الكشافة الصغير ليقدمه إلى جيمي قائلا: «ذو الوجه الملائكي.»
للمرة الثالثة نظر جيمي على سبيل الفضول فوجد أن ذا الوجه الملائكي كان معتادا جدا على التسمية حتى إنه ربما سيستاء لو لم تستخدم.
وحينئذ، بقليل من مشاعر الحنق في عينيه الرماديتين، شد جيمي قامته وأدى للصغار تحية حقيقية صادقة، تحية حرب شنيعة لعينة قضى فيها أربع سنوات، فأرهفوا السمع وأدركوا أنه هكذا يجب أن تكون التحية.
قال جيمي: «أيها السادة أعضاء فرقة الكشافة؛ يشرفني للغاية التعرف بكم. لا شك أن سيد النحل اعتاد الترحيب بكم في حديقته. وفي غيابه، أرحب بكم الترحيب نفسه.» واتجه إلى ذي الوجه الملائكي. وقال: «هلا تكرمت بتقديمي إلى قائد الكشافة؟»
فتح الفتى الأصهب عينيه على اتساعهما. «لكن قائد الكشافة يعرفك!» قال محتجا.
قال جيمي: «بالتأكيد!» وتابع: «مشكلتي أنني لا أعرف قائد الكشافة.»
Bilinmeyen sayfa