179

وهي تقول: «بالنظر إلى ما حدث، وبالنظر إلى الطريقة التي استغللتك بها لتحقيق أغراضي؛ فلا بد أن أقر بأنني قصدت خداعك؛ أردت أن تصدق أنني أردت المساعدة لنفسي وأنا كنت أريدها طوال الوقت من أجل لولي، وكنت في أمس الحاجة إليها، لما أحمله من دين أنا ودون لأمها ...»

أمسكت بغتة عن الكلام، واختفت ضحكتها.

واستأنفت حديثها فقالت: «لقد تحدثت مع العمة مارجريت، وعرفت الآن أنك علمت بكل جوانب الموقف ما عدا شيئا واحدا. ثمة شيء آخر لا بد أن تعرفه. نتيجة لضياع أو تأخير في البريد، وصلني بعد شهر من وفاة دون خطاب منه فكان ذلك العزاء الوحيد لي أنا ولولي في الأيام المريرة حين كنت أخفيها في مسكني في المدينة وأتدبر خطاباتها لأمها، التي كان يفترض أنها تكتبها من ساكرامنتو. ستخمن بالطبع أنني رتبت دخولها المستشفى، وسددنا الفواتير من دخولنا مجتمعة. لم يخطر لي قط أنها لن تستطيع تحمل ولادة الطفل. لم أتوقع أن تغيب عن عالمنا، لكن أعتقد أنها توقعت ذلك لأنها أصرت على اتخاذ الاحتياطات لتلك الطارئة. لقد صغنا خطاباتها بحيث لا تفاجئ العمة مارجريت مفاجأة بالغة، وظننت أننا احتطنا لكل شيء. لكن لولي أخذت معها ذلك العقد في المستشفى. فقد كانت تشعر بالخزي الشديد، فأرادت أن تأخذه معها فقط حتى يمكن للأطباء والممرضات أن يروه. كانت مضطرة إلى تقديم دليل إذ كانت كرامتها في خطر كبير، وكان جرحها مؤلما؛ ومن ثم تصادف أن عثرت عليه العمة مارجريت أمس حين ذهبت لتبحث بين أشيائك لترى الثياب التي هي بحاجة إلى الرتق.»

قال جيمي: «فلتصدقيني أنني لم أفتح تلك الصرة. ولم أعلم لمن أعطيت العقد والخاتم. ولم أعلم باسم من استخرجت رخصة الزواج. لم أعلم سوى أنني لو كنت قد فتحت فمي وقلت إنني لم أر قط الفتاة التي اقتادوني إليها حين وصلت المستشفى كنت ربما عرضتها علانية للخزي الذي فقدت حياتها وهي تتحمله وحدها، فلزمت الصمت حتى حين وبخني الطبيب توبيخا لاذعا.»

مدت مولي كاميرون يديها وتقدمت لمنتصف الحجرة.

وهي تصيح: «ويحي!» وتابعت: «ويحي، وا أسفاه! لكن لولي أخبرت الممرضة - سمعتها وهي تخبرها - أنك كنت رائعا، أنك كنت كريما، أنه ما من رجل كان سيفعل مكرمة واحدة من المكارم التي فعلتها! لقد سمعتها!»

قال جيمي: «لقد دافعت الممرضة عني.» وتابع: «لقد أخبرته بأشياء جعلته يعتذر. دعك من ذلك! فليس له علاقة أو، على وجه الدقة، هو وثيق الصلة بما فعلته أمس.»

وعندئذ تقدم جيمي وفتح ذراعيه. «هل هناك أي أمل على الإطلاق، يا فتاة العاصفة؟ هل هناك أي أمل على الإطلاق، يا مولي كاميرون، أن تستطيعي الصفح عني؟ وهل ستصدقين أن الجرح الذي كنت مصابا به تلك الليلة على الصخرة، الجرح الذي كنت مؤمنا إيماني بوجود الله، بأنه سينهي حياتي خلال بضعة أشهر على الأكثر، هل ستصدقين أننا عالجناه، أنا وعمتك مارجريت، بالماء المالح وأشعة الشمس والغذاء الصحي؟ هل ستصدقين أنني أصبحت رجلا سليم البدن مرة أخرى، حتى إذا ترك الجرح في جسدي ندوبا؟ هل ستصدقين؟»

قالت مولي: «مهلا، يا جيمي! لم أعرف قط اسكتلنديا يستطيع أن يطيل الحديث هكذا! لقد أثرت عليك أمريكا تأثيرا فظيعا! لست رجلا اسكتلنديا حقيقيا على الإطلاق! إن الاسكتلندي الحقيقي كان سيختصر المسافات التي بيننا ويسألني: «هل تتزوجينني؟» ثم يعتبر موافقتي أمرا مسلما به وينصرف للمفيد!»

رفع جيمي منكبيه. وأخذ نفسا بلغ أعماق رئتيه وفعل ما قالته.

Bilinmeyen sayfa