178

قال جيمي: «منذ جئت إلى هنا تقريبا، لكن أرجو أن تدركي أنني لم أعلم أنها جارتي في الدار المجاورة، وأنها ابنة صهرك، حتى أمس.»

فقالت مارجريت كاميرون: «يمكنني أن أفعل شيئا. من الممكن أن أتصل بها على الهاتف وأسألها أن تأتي إلى المنزل اليوم وإذا كان من الممكن أن تأتي لتراها وفي أي ساعة تود أن تراك.»

سألها جيمي: «هلا تكرمت وفعلت ذلك؟»

جلست مارجريت حتى انتهى جيمي من فطوره. ثم مضى معها ليحمل الأشياء في طريق العودة، بزعم رؤية دونالد الصغير، والحقيقة أنه أراد أن يوعز إليها بالاتصال ومعرفة ما سيكون الرد. وحين ألمح إليها به فعلا، اتصلت مارجريت كاميرون مرتين أو ثلاثا ولم تلق ردا. كان رنين الهاتف على الطرف الآخر مسموعا بوضوح، وهكذا أدركا أن مولي ليست في المنزل. فقالت مارجريت إنه ليس بيدهم شيء سوى الانتظار لحين عودتها. وهكذا عاد جيمي إلى منزله في خيبة أمل. وبدلا من الاغتسال في حوض الاستحمام كما كان ينوي نزل إلى البحر، وفي مياهه الباردة المالحة ألقى بعضا من الألم والتعب من جسده. ثم استلقى على الرمال الساخنة وراح في النوم على الفور تقريبا.

ظل نائما حتى كاد النهار أن ينتصف. ثم عاد مارا بمارجريت كاميرون، وهذه المرة نسخ رقم الهاتف وأخذه معه. فقد عزم أن يبقي الخطوط مشغولة حتى يلقى ردا. بعد فشله المرة الأولى، أخرج أبهى الملابس التي استطاع أن يعثر عليها بين أشيائه وبين تلك التي منحه إياها سيد النحل وبسطها. متكلفا أقصى درجات الاهتمام التي تكلفها يوما، فاختار قميصا حريريا فاخرا ذا لون أرجواني شاحب رقيق مع ربطة عنق أغمق لونا لتناسبه. وارتدى السروال الرمادي والحذاء الأسود وأخرج المعطف الأسود. ساوره شعور أنه يود الظهور بأفضل مظهر في إمكانه. فقد كان سجله حافلا بما يؤخذ عليه لدرجة أنه شعر بأن عليه التأنق في مظهره الشخصي بقدر ما يستطيع. وبينما هو يرتدي قميصه أمام خزانة الأدراج، ويربط بعناية ربطة العنق التي أراد ارتداءها، سمع صوت سلك الباب الأمامي ينفتح وينغلق ثم أتاه صوت واضح، غشيته قليلا النبرات التي يحبها، مناديا: «هل أنت هنا يا مربي النحل؟»

تقدم جيمي إلى باب غرفة النوم، فأصبح في مواجهة مولي كاميرون على الجهة الأخرى من حجرة المعيشة. كان من المفاجأة في غاية حتى إنه لم يقو على قول «يا إلهي!» للتعبير عن مفاجأته. شعر أنه مجنون لاعتقاده أنه عثر على لمعة في العينين الرماديتين المائلتين للون البني، ونصف ضحكة التوت بها شفتا هذا الفم الفاغر الحمراوان. بينما تقف مولي كاميرون أمامه، مرتدية حذاء عالي الرقبة وسروالا قصيرا كما لو كانت على سفر، مع شعرها القصير الذي بعثرته الريح، ووجنتيها المتوردتين من الجهد، أو لعله الغضب.

لكن لا يمكن أن يكون غضبا؛ فإنه على يقين تام من أنه رأى الضحك على وجه مولي وهي تسأله: «جيمي ماكفارلين، هل ما زلت على اقتناع راسخ بأنني كاذبة؟»

مد جيمي ذراعين متوسلتين.

وقال: «يا فتاة العاصفة، إنني على اقتناع راسخ بأنك رائعة للغاية. ولطالما كان هذا ما اعتقدته. إذ لم أستطع أن أصدق، قط، ولو للحظة، أن حاجتك إلي كانت لنفسك، وقد تأكدت الآن من ذلك، علمت بشجاعتك وجسارتك، ولا أملك كلمات لتفسير التصرف الجبان الذي أقدمت عليه أمس. هل من الممكن أن تسامحيني؟ هل من الممكن أن تسامحيني، يا عزيزتي مولي؟»

لم يبد الأمر ممكنا بالفعل أن مولي كاميرون كانت تقف في مدخل بيته تنظر إليه بوجه مبتهج، يكاد يضحك.

Bilinmeyen sayfa