173

سألها جيمي: «ما هي مميزاته؟» ثم ضحك على الفور من النزعة الأنثوية في الرد الأول. «حسنا، إنه يليق على بدلتي من ناحية. فلن نضطر إلى إجراء اتصال هاتفي. ومن ناحية أخرى، نفسه طويل ويسهل امتطاؤه، كما أنه يحبني. يبدو أنه يحتاج إلى من يجزل له الحب والتدليل. ويبدو أنه سيصبح أفضل شكلا إن تحمم كثيرا، وتغذى تغذية سليمة، وامتطي ببعض الحكمة. فأغلب الأطفال الذين يمتطون هذه الخيول يعتقدون أنهم راكبون آلة، ولا يهتمون بالرفق بها وعدم تعريضها للإجهاد، ما دامت لا تخصهم. هذا الحصان يستحق حقا أن يعامل معاملة لائقة.»

وقفت جين على أحد الركابين، وسحبت ساقها الأخرى من فوق الحصان وهبطت إلى الأرض بخفة.

وقالت: «لم أخضع أيا منهم للاختبار النهائي. فهيا نجريه.»

ثم نادت العامل وقالت: «فلتأت بخيولي وأوقفها في صف مواجه لي. هناك بالضبط.»

كان المقصود ب «هناك بالضبط» خطا خياليا على بعد أربع أقدام تقريبا قبالتها. وحين رتبت الخيل على هذا النحو، وقفت جين أمامها. وتفحصتها بعناية. حيث اقتربت من كل حصان، وألقت برأسه كله على جسمها، واحدا تلو الآخر. وأحاطت أذنيه بيديها، وضغطت على قاعدتها، وشدتها بيديها مرتين أو ثلاثا، ثم نزلت بيدها تحت كل من خديه وتحت عنقه واحتضنت الرأس بشدة. لم يستطع جيمي أن يفهم ما الذي كانت تفعله على وجه التحديد بالعنق والخطم. وقد كررت هذه الحركات مع كل منهم، وحين جاءت للحصان الذي كانت تمتطيه أخيرا بدا لجيمي أن لمساتها كانت متأنية، وأنها ضمته أشد قليلا. وبالطبع أنهت الأمر بوضع خدها أمام أنف كل منها. ثم تراجعت مبتعدة ثماني أقدام أو عشرا وأطلقت صهيلا غريبا قصيرا، ومن بين الخيول الثلاثة تقدم الحصان الذي ركبته أخيرا وذهب إليها في الحال وأحنى رأسه مرة أخرى لتلمسه.

وضعت جين يدها عليه وقالت لجيمي: «إذا كان هذا الحصان كما أظنه، إذا كان حصاني، فسوف يتبعني.»

وربتت عليه بخفة مرة أخرى حول أذنيه وفوق أنفه وقالت للحصان: «هيا، يا تشيف!» وسارت عبر الإسطبل. فتبعها الحصان كما قد يتبعها كلب ظلت تدربه مدة طويلة.

وهكذا حسمت مسألة الحصان. كل ما تبقى لجيمي ليفعله هو أن يحجزه، ويحدد التاريخ والمكان الذي سيصل فيه تشيف، ثم التوقف في طريق العودة لشراء السرج والسوط اللذين أصر عليهما، ثم الذهاب إلى حديقة النحل في أقصر مدة ممكنة؛ لأنه من المفترض وصول أخشاب لبناء الإسطبل كما سيأتي جون كاري في اليوم التالي لمساعدته وكذلك النجار الذي استعان به لبناء مكان لمبيت تشيف.

حين غادرا السيارة ومشيا في الطريق متجهين إلى حديقة النحل، بدافع لم يستطع أن يخمن منشأه، واجه جيمي جين.

وسألها: «هل لاقى كل شيء قبولك؟»

Bilinmeyen sayfa