145

هتف فتيان الكشافة في نفس واحد: «المزعج!»

عندئذ أيقظت جيمي صافرة الشرطة والصخب، ليدور حول منزل مارجريت كاميرون من الخلف بعدها بقليل فيلتقي بجون كاري الذي كان يدور حوله من المقدمة.

إذ قال له: «شيء ما يدور في حديقة النحل. أعتقد أن فتيان الكشافة يتعاركون في إحدى معاركهم التمثيلية. ابق خلف الشجيرات واتبعني. قد تجد ما يثير اهتمامك فيما ستراه وستسمعه. فأحيانا يكون الأمر ممتعا!»

ومن ثم مر الرجلان من البوابة، وفي ستار الأشجار والشجيرات، اقتربا كثيرا من سياج الزهور القائم خلف شجرة الجاكرندا، حيث توقفا.

قال قائد الكشافة آمرا: «فتى الكشافة رقم واحد! فلتخبر قاضي الوصايا بما سمعت. هل سمعت الشاهدة التي أمامك تقول إنها كاذبة؟» «سأخبر العالم أجمع بذلك! وقالت إنها سرقت الأوراق، وإنها كانت تحاول حرقها حتى تتمكن من سرقة هذه الحديقة. لا شك أنني سأخبر القاضي!» «فتى الكشافة رقم اثنان!» قال قائد الكشافة، بينما مال جيمي وجون كاري إلى الأمام يحدقان من خلال الشجيرات، بعيون متسعة كعيون الصغار.

رد عليه ذو الوجه الملائكي: «بالتأكيد! بالتأكيد سمعتها!» وتابع: «لا شك أنني سمعتها تقول إنها كذبت، وإنها حاولت سرقة هذا المكان وإنها دفعت ماري الصغيرة كي تموت. سمعتها بالتأكيد! ورأيناك وأنت تطلق عليها النحل فعلا! ولا شك أننا رأيناه وهو يقرصها من رأسها! ولا شك أننا نعلم أنها نالت ما تستحق! ولا شك أننا سنخبر القاضي بذلك!»

قال قائد الكشافة: «فتى الكشافة رقم ثلاثة. ماذا عنك؟ فلترني ما لديك!»

كان الخرطوم قد سلم وسط المعمعة ليسيطر عليه فتى الكشافة الثالث، الذي فعل كل ما في استطاعته لكبحه. أما الكشافة الصغير فقد ذهب ليخفف من ضغطه. «مثل الباقين. كل شيء. سمعت كل شيء من البداية للنهاية. وأستطيع أن أحكي له بالتأكيد. كل شيء عن كذبها. وكل شيء عن سرقتها. وكل شيء عن الفتاة الصغيرة التي دفعتها كي تموت. بالتأكيد أستطيع أن أخبر أي قاض طيب بالأمر!»

جعل قائد الكشافة يتراقص ويتمايل ويحيط ركبتيه النحيلتين بكفيه مطلقا صيحة حرب لعلها كانت ستصل إلى أجزاء كثيرة من الكرة الأرضية لو كانت بثت بطريقة مناسبة من جهاز لاسلكي أحسن ضبطه. «وأنا سأخبر العالم بما حكاه لي سيد النحل، كما أن الأوراق التي في الفرن آمنة ولم تتعرض للإتلاف، يحرسها ثلاثة أسراب من النحل، وإن لم نستطع نحن الأربعة السيطرة عليك، فإنني أعرف شخصا يستطيع ذلك! انهضي أيتها الدودة! انهضي أيتها الكاذبة! انهضي أيتها اللصة! انهضي أيتها المخلوقة الكريهة! انهضي واقفة! اذهب إلى الهاتف يا فتى الكشافة الأول واتصل برقم صفر صفر سبعة خمسة. اتصل بعربة الأجرة التي كنت أنا وسيد النحل نركبها دائما لتأتي إلى هنا سريعا. كشافة رقم اثنان، ابق مع الكشافة رقم ثلاثة. كشافة رقم ثلاثة، احتفظ بالخرطوم حيث أنت تماما. فإن تحركت فأمطرها به. لا تكن متهاونا. لم ترق كاليفورنيا للسيدة؛ فهي قاسية عليها. لذلك تريدني أن أجهز صندوق أمتعتها. أستمحيكم عذرا!» واختفى قائد الكشافة في منزل سيد النحل.

بعد الانتهاء من الاتصال الهاتفي، جر الكشافة الأول وقائد الكشافة صندوق الأمتعة بينهما إلى وسط حجرة المعيشة وألقيا فيه بملابس الدخيلة. وأزاحا أغراض الزينة من فوق خزانة الأدراج الخاصة بجيمي إلى صندوق الزينة. وانتزعا قبعة ومعطفا من خزانة الملابس، وسحبا لوازم السفر حتى الرواق الأمامي، بينما وقف جيمي ماكفارلين وجون كاري وراء سياج زهر العسل يشاهدان الأحداث شبه مشلولي الحركة.

Bilinmeyen sayfa