ثم قال: «أخشى أن هذا ما حدث، يا عزيزي.»
قال الكشافة الصغير مجهشا في البكاء: «بئس ما فعلوا!» وتابع: «إن هذا لم يمنح سيد النحل أي مظهر فخم، ولم يمنحني أي مظهر فخم أيضا! إنما كان سيريدني أنا أن أضبط مظهره؛ لأنه كان يحبني أكثر. كانت أمي ستأتي معي وكذلك أبي. إن الدكتور جرايسون يعرفني جيدا، وسوف أخبره برأيي في ذلك الأمر! كنت قد اتصلت به هاتفيا ربما عشر مرات وأتيت به هنا وكنت أهرول بأقصى سرعة لإحضار ما يريد ولتسخين المياه ولمساعدته. وكان يعرف تماما من الذي يفضل سيد النحل أن يسوي له هندامه عند ذهابه للقاء خالقه! ليس هذا عدلا!»
وعندئذ انهار الصغير، فحانت لجيمي فرصة مواساته. وبعد برهة، حين أصبح كلاهما أهدأ حالا، جلسا على المقعد متجاورين وجففا دموعهما بالمنديل نفسه.
وفي تحول مفاجئ كما كان دأبه، قال الصغير متسائلا: «هل قسم الأشياء على النحو الذي كنت ستريده؟ هل منحك من الحديقة الجانب الذي كنت ستفضل الحصول عليه؟»
فجاوبه جيمي: «بالقطع، إنني راض تماما. ولا أرى أي فرق.»
فقال الكشافة الصغير: «أما أنا فأرى فرقا. لو كان لي حق الاختيار، فسأختار الجانب الشرقي.»
سأله جيمي: «وما الفرق؟» ثم أضاف : «هناك في الجانب الغربي قفائر بنفس عدد الموجودة في الشرقي. وإن لم تكن كذلك، فسنحصيها ونجعلهما متعادلين. إنني على استعداد تام لنقل النحل الألماني الأسود وإعطائه لك مكافأة. هل النحل الألماني الأسود ما كنت تريده؟»
قال الصغير: «لا، ليس النحل الألماني الأسود ما أردت. وإنما زنابق مادونا. فإنني أسبق النحل إليها في كل مرة. كم أحب امتصاص الرحيق منها! فإنه شديد الحلاوة، من المصدر مباشرة، وأنا تروق لي الأشياء الأصلية! كذلك أرغب بشدة في الحصول على ذلك الجزء من السياج حيث نسقط الهنود.» «ألن يؤدي السياج الغربي الغرض نفسه؟» «أوه، أعتقد أنه سيؤدي الغرض نفسه. الفرق الوحيد أنني لست معتادا على السياج الغربي، وكذلك بيل السمين الطيب والطفل المطيع وذو الوجه الملائكي. كلنا معتادون على الشرقي، لكن أعتقد أننا نستطيع استخدام الغربي كذلك.»
ثم نظر الصغير إلى جيمي نظر تكهن. «لقد خاب ظني فيك نوعا ما.»
استقام جيمي في جلسته.
Bilinmeyen sayfa