وأكثر ما يشتغل بهذا العجم وهو وزن مستنبط من أوزانهم، وكثيرا ما يطربون عليه في السماع ولا يلتفتون إلى غيره.
ويقصد ابن سعيد بالعجم الفرس، كما يقصد بأنهم يطربون عليه في السماع أي أنه مرتبط بالغناء، وهنا يلتقي بفن التوشيح في أول ظهوره بغضّ النظر عن الخرجة التي في نهاية الموشح، تلك الخرجة التي قد تكون بعامية أهل الأندلس أو باللغة الأعجمية أو الرومانثية «١» . وهى ظاهرة وإن كانت خاصة بالموشح لكننا نجد شبيها لها أو صورة من صورها في بعض مقطوعات شعراء المشارقة مثل أبى نواس في مقطوعته التي يمزج فيها الفارسية بالعربية وخاصة في الشطر الأخير من المقطوعة من مثل قوله «٢»:
يا غاسل الطّرجهار ... للخندريس العقار
يا نرجسي وبهاري ... بده مرا يك بار
والطّرجهار هو قدح الشراب، ومعنى الشطر الأخير: اعطني مرة واحدة.
وقد سمي هذا الشعر في المشرق بالملمّع تمييزا له عن سواه، وفيما بعد ظهرت في المشرق ازدواجات أخري بين اللغتين العربية والتركية، والعربية والكردية في الشعر العراقي خاصة.
€
المقدمة / 11