تِجَارَة وصناعة قَالَت لما وَضعته فِي حجري أقبل عَلَيْهِ ثدياي بِمَا شَاءَ من اللَّبن فَشرب حَتَّى روى مَحْفُوظًا بالعناية محفوفا بالمنن وَشرب أَخُوهُ عبد الله تَعْنِي ابْنهَا ثمَّ نَام وَمَا كَانَ فِي ثديها مَا يغذيه قبل أَن ترْضع خير الْأَنَام وَدرت شياهها بِاللَّبنِ بعد أَن كَانَت لَا تروى ناهلا وأسرعت أتانها فِي السّير بعد الضير وَكَانَت ثاقلا
وَأسْلمت حليمة على الْمَشْهُور وعدت من الصحابيات وحفتها الْعِنَايَة معْجزَة لسَيِّد السادات وَخير البريات
(فازت حليمة من رضَاع مُحَمَّد ... خير الورى طرا بأعظم مقصد)
(نَالَتْ من البركات حِين مَضَت بِهِ ... والسعد قارنها بطلعة أَحْمد)
(قد در مِنْهَا الثدي حِين رضاعه ... أمنت بِهِ من كل جهد مجهد)
(وأتانها للركب قد سبقت بهَا ... فَرحا وتيها بالرسول الأمجد)
(أغنامها صَارَت شباعا كلما ... سرحت تجود لَهَا بدر مُزْبِد)
(وَرَأَتْ من الْخيرَات وَهِي تحفها ... وَالنَّاس فِي مَحل وعيش أنكد)
1 / 37