Tarihin Büyük Kumarı: Gorbaçov Ne Üzerine Bahse Giriyor?
مقامرة التاريخ الكبرى: على ماذا يراهن جورباتشوف؟
Türler
إن كل متابع لتطورات الأحداث في السنوات الأخيرة يعرف جيدا مقدار الضغط الذي مارسه الأميركيون على السوفيات في موضوع هجرة اليهود، ومدى المساومات والصفقات التي حاولوا عقدها معهم، من مساعدات اقتصادية وتجارية وتكنولوجية، في سبيل السماح بهذه الهجرة. ومع ذلك فإن إدراج هذه القضية ضمن قضايا حقوق الإنسان ينطوي على إهانة للعقل البشري، ولكل قيم الإنسانية والتنوير التي يفترض في أية ثورة اشتراكية أن تكون وريثة لها. إن المسألة كلها فضيحة على أعلى المستويات العالمية: فضيحة لكل التجربة السوفياتية السابقة، وفضيحة للرأسمالية الأميركية التي تساوم من أجل اليهود بكل ما تملك من إمكانات، وفضيحة للثقافة اليهودية التي يصفها أصحابها بأنها «إنسانية»، مع أنها أثبتت بالدليل القاطع أنها متقوقعة على نفسها، لا تعترف بوطن مهما كانت أفضاله عليها؛ لأن وطنها الوحيد هو الأسطورة المريضة التي هي ذاتها إهانة للإنسان الحديث ... وأخيرا، فهي فضيحة للعالم العربي الذي يقف صامتا أمام خطر مقبل يهون إلى جانبه أي خطر تعرض له من قبل !
وقد يقال: وما الذي يستطيع العرب أن يفعلوه في موقف كهذا؟! وردي على ذلك هو أن صورة المستقبل، في هذه المنطقة، ستكون على الأرجح على النحو التالي: الوفاق بين المعسكرين يؤدي إلى تراجع نسبي في تأييد المعسكر الاشتراكي (إذا ظل متماسكا) للعرب (سيما وأن مواقف العرب السابقة لا تشجع كثيرا على استمرار هذا التأييد) ولكنه لا بد أن يؤدي أيضا إلى تراجع في تأييد أميركا لإسرائيل؛ ذلك لأن إسرائيل بالنسبة إلى أميركا، هي في جانب هام من جوانبها جزء من متطلبات الحرب الباردة: فهي وسيلة أميركا لضمان وجود قاعدة قوية فعالة في هذه المنطقة القريبة من الاتحاد السوفياتي، ولضمان تدفق البترول إلى الغرب، وعدم زحف الأيديولوجية الشيوعية في اتجاه الجنوب، فإذا انتهت الحرب الباردة، لم يعد هناك ما يدعو أميركا إلى تحمل تلك المسئوليات الجسام التي تقتضيها مساندتها لإسرائيل.
وهكذا يمكن القول إن كلا من الجانبين، العربي والإسرائيلي لن يجد السند القوي الذي كان يرتكز عليه من قبل، وسيكون عليه أن يعتمد على نفسه وعلى قدراته الخاصة، قبل كل شيء.
فالعصر القادم سيكون عصر تحمل المسئوليات، لدى الطرفين معا، ولا بد أن يعد العرب أنفسهم لذلك اليوم الذي سيكون عليهم فيه مواجهة إسرائيل بقواهم الخاصة، وهذا ينطبق بالطبع على إسرائيل بدورها. وإذا كانت إسرائيل قد قطعت أشواطا أبعد منا في العلم والتكنولوجيا، وحسبت حساب اليوم الذي تضطر فيه إلى الاعتماد على ذاتها، فإن هذه الحقيقة تضاعف من مسئولية العرب في إعداد أنفسهم لمواجهة عدو استيطاني لا حدود لشهواته التوسعية، فسوف ينتهي قريبا عصر «المواجهات بالنيابة»، وسيكون على كل طرف أن يدبر أموره بنفسه في مواجهته لعدوه.
ومع ذلك، فإن على الأمة العربية أن تعد نفسها في الوقت ذاته للكفاح في ميادين أخرى غير الصراع بينها وبين إسرائيل، فعلى الرغم من خطورة هذا الصراع، لا ينبغي أن نظل نرقص على الأنغام التي يعزفها لنا أعداؤنا؛ ففي عالم الغد مشكلات أخطر من الصراعات الإقليمية، لا ينبغي أن نقف إزاءها مكتوفي الأيدي، وأضعف الإيمان، في عصر الحاسب الإلكتروني، والثورة الهائلة في المعلومات، وارتياد الكواكب البعيدة، هو أن يتبنى العرب قيم العقلانية والتنوير، ويطبقوها في شتى جوانب حياتهم، ويكفوا عن تلك اللعبة السخيفة التي يربطون فيها عيونهم بعصابة سوداء، ويسيرون متخبطين وسط عالم تخلى عن لعبتهم وسار في طريق النور منذ قرون.
Bilinmeyen sayfa