أن الشهيد الثاني لم يكن له كتاب بعنوان «جواهر الكلمات في صيغ العقود والإيقاعات» وأن ما ورد في الكتب المذكورة من نسبة هذا الكتاب إلى الشهيد الثاني فإنما هو خطأ قطعا. والآن قبل أن نعرض للدليل على هذه الدعوى نرى من الضروري أن نلفت النظر إلى عدة نقاط:
من المسلم به أن للعالم الكبير المرحوم الصيمري كتابا بنفس هذا الاسم، وقد عرف المرحوم الشيخ آقا بزرگ الطهراني عدة نسخ مخطوطة منه، ورأى نسخته بخط نفس المؤلف (1). ومنها نسخ مخطوطة في مكتبة المسجد الأعظم بقم المقدسة برقم 3812، ومكتبة آية الله النجفي المرعشي العامة.
ومن المسلم به أيضا أن للمحقق الكركي كتابا باسم «صيغ العقود» وهو مطبوع ضمن مجموعة باسم «كلمات المحققين» (/ 445- 466). وقد ذكر المحقق الكركي هذا الكتاب في إجازته للقاضي صفي الدين إذ كتب يقول: «وأجزت له ... أن يروي عني جميع ما صنفته وألفته ... ومن ذلك المختصر المتكفل ببيان صيغ العقود والإيقاعات ...» (2). وقد عرف هذا الكتاب في «الذريعة» (ج 5/ 279، ج 15/ 110) وقد يسمى «جواهر الكلمات»- وإن كانت هذه التسمية خطأ كما يأتي- وهو موجود بخط نفس المؤلف في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في مشهد برقم 278، من كتب الفقه، يبدأ بقوله: «الحمد لله حمدا كثيرا كما هو أهله ... فهذه جملة كافلة ببيان صيغ العقود والإيقاعات ...» (3) وينتهي بقوله «صورة حكم الحاكم الذي لا ينقض، وأن الإقرار ليس من العقود ولا الإيقاعات» (4).
لم يذكر الشهيد الثاني ولا أحد من تلامذته في إجازاتهم ومكتوباتهم كتابا بهذا الاسم في عداد مؤلفات الشهيد. وكذلك لم ينسبه إليه تلميذه الملازم له ابن العودي.
وكذلك حفيد ابن الشهيد صاحب «الدر المنثور» بعد ذكره أسامي الكتب التي ذكرها ابن العودي في مؤلفات الشهيد، ذكر زهاء عشرين كتابا آخر للشهيد- لم يذكرها ابن
Sayfa 25