ق ١٣٠٧ (ب)
محمد بن أحمد الحافظ، ثنا أبو أحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي، ثنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمد الغساني بدمشق، أنبأ وزيرة بن محمد، حدثني محمد بن عبد الله، حدثني محمد بن عبد الله بن حفص، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: قال طاووس: دخلت الحجر في جوف الليل فإذا علي بن الحسين ﵄، فقلت: رجل صالح من أهل بيت النبوة لأسمعن دعاءه، فكان يقول في سجوده: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك، قال طاووس: ما دعوت به في كرب قط إلا فرج الله عني)
١٢- حدثنا الإمام أبو علي النسفي، ثنا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن أبي صالح البلخي، ثنا جعفر بن محمد البصري، ثنا عبيد الله بن عائشة، ثنا الهيثم بن عدي قال: قلت لأبي حنيفة: العلوم كثيرة ذات قبول فكيف وقع اختيارك على هذا الفن الذي أنت فيه؟ وكيف وفقت له وليس علم أشرب منه؟ قال: أخبرك أما التوفيق فكان من الله تعالى ﷿ وله الحمد كما هو أهله ومستحقه وأني لما أردت تعلم العلم جعلت العلوم كلها نصب عيني فنًا فنًا وتفكرت عاقبته وموقع نفسه: فقلت: آخذ في الكلام ثم نظرت فإذا عاقبته عاقبة سوء ونفعه قليل، وإذا كمل الإنسان واحتيج إليه لا يقدر أن يتكلم جهارًا ورمي بكل سوء ويقال صاحب هوى، ثم تتبعت أمر الأدب والنحو فإذا عاقبة أمره صبي يجلس عندي مع صبي يطلبان النحو والأدب، ثم تتبعت أمر الشعر فوجدت عاقبته المدح والهجاء وقول الهجر والكذب، ثم تفكرت في القرآن، فقلت: إذا بلغت الغاية اجتمع علي أحداث يقرئون على والكلام في القرآن ومعانيه صعب، ثم قلت: أطلب الحديث فقلت: إذا جمعت منه الكثير أحتاج إلى عمر طويل حتى يحتاج الناس إلي، ثم قلت: الفقه فكلما قلبته أو أدرته لم يزدد إلا جلالة ولم أجد فيه عيبًا ورأيت أولًا أن الجلوس يكون مع العلماء والفقهاء والمشايخ والبصراء والتخلق بأخلاقهم ورأيت أنه لا يستقيم أداء الفرائض وإقامة الدين والتعبد إلا بمعرفته وطلب الدنيا والآخرة إلا به فاشتغلت به)
1 / 9