، فضربت عنقه وأخذت رأسه، فلما أراد أن يدخلوه عليها كان الله ﷿ بعزته وقدرته خسف بها وبأهلها الأرض عقوبه بقتلها يحيى، فلما سمع زكريا بذلك أن يحيى قد قتل، وخسف بالقوم انطلق هاربًا في الأرض حتى دخل بستانًا عند بيت المقدس فيه الأشجار، وأرسل الملك في طلبه عضبًا لما لقيت امرأته وأهلها، فمر زكريا بشجرة من تلك الأشجار، فنادته الشجرة، يا نبي الله هلم
ق ١٣٣٠ (أ)
إلى ها هنا فلما آتاها التفت عليه فدخل زكريا وسطها ثم التفت عليه شجرة بعضها على بعض، وانطلق عدو الله آخذًا بطرف هدبة ردائه فأخرجه من الشجرة فليصدقوه إذا أخبرهم، وكذلك يضع اليهود هذه الخيوط في أطراف أرديتهم لا تدرون لم أمروا بذلك وأخذ الملك وأهله يلتمسون زكريا فاستخبرهم عدو الله إبليس، فقال: ما تلتمسون، قالوا: نلتمس زكريا، فقال إبليس: فإنه قد دخل في الشجرة، قالوا: لا نصدقك، قال: فإني أراكم علامة تصدقوني بها، قالوا: فأرناها، فأراهم طرف ردائه، فأخذوا القوس فضربوا الشجرة فقطعوها باثنتين، وسلط الله جل وعز (^١) عقوبة أخبث أهل الأرض علجًا مجوسيًا فانتقم الله به من بني إسرائيل بدم يحيى بن زكريا، فقتل عظماء بني إسرائيل، وسبي منهم مائة ألف وعشرين ألفا)
_________
(^١) هكذا بالأصل
1 / 67