============================================================
نور الدين الصابوني السعادة وحال موسى وفرعون دليل علىا أن أسباب السعادة لا تمنع الشقاوة. وحكي أن بعض القصاص قال عند أبي حنيفة خالته2 في السحرة: إن قوما هم أشقياء أصحاب النار في الغداة صاروا سعداء أصحاب الجنة في المساء؟ فقال أبو حنيفة قاله: القصص حرام على من لم يحسن مثل هذا. وهذا مذهب آبي حنيفة أن السعادة تتغير بالشقاوة والشقاوة تتغير بالسعادة. وذلك لا يوجب تغير القضاء والقدر اذ الإسعاد غير السعادة والإشقاء غير الشقاوة، وهي مسألة التكوين والمكون.
وقوله تعالى خبرا عن السحرة: إنا مامنا برينا ليغفر لنا خطينا،، دليل أن مجرد الإيمان صالح لمغفرة الذنوب ونيل الدرجات، فإنهم نالوا بعد إيمانهم درجة الشهادة فلا يحرمون ما دونها من الدرجات، وإن كانت ثنال أيضا بالأعمال ولكن ثنال فضلا لا تعليلا، ولله أن يمن على عباده بما شاء:5 إما بالهداية للإيمان،1 أو بتوفيق الطاعات، أو بإدخال الجنة، أو برفع الدرجات. وكل ذلك بفضل الله ورحمته لا علة لشيء من ذلك، خلافا للمعتزلة.
وقوله: وما أعجللك /[5)وا عن قومك يموسى1 لا يجوز الاستفهام من الله تعالى لكن هذا النظم لاستخراج ما في ضميره.
على هر أبو حنيفة الثعمان بن ثابت، التيمي بالولاء، الكوفي، إمام الحنفية، أحد الأثمة الأربعة عند أهل السنة. قيل: ولد ونشأ بالكوفة. وكان يبيع الخز ويطلب العليم في صباه، ثم انفطع للتدريس والإفتاء. وكان قوي الحجة، من أحسن الناس منطقا. من آثاره: الفقه الاكبر، والعالم والمتعالم، والرد على القدرية الخ.. توفي ببغداد سنة 15ه/767م. انظر: الأعلام للزركلي، 9/؛ ومعجم المؤلفين لكحالة، 104/13.
3انظر: شرح العقائد للتفتازاني، ص 163.
سورة طه،3/2.
م: بما يشاء.
6 في النسختين: بالايمان.
سورة طه،83/2.
Sayfa 99