بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر ولا تعسر
أخبرنا الشيخ الإمام افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، قراءة عليه، قال: أبنا الإمام تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، إجازة إن لم يكن سماعا، أبنا أبو النجم طالب بن زيد بن علي بن شهريار البيع، بقراءتي عليه بأصبهان، أبنا أبو زيد أحمد بن علي بن شجاع المصقلي، أبنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ، أخبرنا خيثمة بن سليمان، ثنا عبيد بن محمد الكشوري، أبنا عبد الله بن أبي
1 / 109
غسان، ثنا عبد السلام بن حرب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن الأسود بن سريع، وعن عمرو بن عبيد، عن الأسود بن سريع ﵁، أنه أتى النبي، ﷺ، فقال: إني حمدت ربي بمحامد، قال: «إن ربك يحب الحمد»، واستنشده.
فالحمد لله الذي خلق كل زوج بهيج، وفلق كل أمر مريج، هو الرزاق يسقي فضله الواردين من أعذب مشرع، ويعطي كرمه الرائدين في أطيب منتجع، المثيب لا ينقص جزاء ما يفعل المحسنون، الحسيب لا يغفل عما يعمل الظالمون، المبدئ المعيد، منه ابتدأ كل شيء، وإليه انتهى كل حي، الغالب لا دعوى لأحد في ملكه، ولا يقوى أحد على ملكه، السميع البصير، لا يعزب عن علمه معلوم، ولا يغرب عن
1 / 110
حكمه موجود ولا معدوم، العلي العظيم، خضعت لعظمته الأشياء، وذلت لكبريائه الأرض والسماء، له الحمد على كل ما حكم وقضى، حمدا يقضي الحمد ويبلغ الرضا.
وإليه الرغبة في الصلاة على عبده ورسوله المبعوث بالحق والهدى، الباعث بحق على البر والتقى، الداعي إلى طاعته في أرضه، الآمر عباده بما كتب عليهم من فرضه، المقيم للناس واضح الدليل، المورد جميع الأنام نهج السبيل، الصادق في الرسالة والحجة، السابق إلى الوسيلة والدرجة، المرفود بمعجزات البراهين، المعضود بالصحابة الميامين الأخيار، صلى الله عليه، وعلى آله أجمعين
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بمرو، أبنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي الأديب بنيسابور، أبنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، أبنا حامد بن محمد بن شعيب، ثنا محمد بن بكار، ثنا الوليد بن أبي ثور، ثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، ﵁، أن
1 / 111
النبي، ﷺ، خطبهم، فقال: «أما بعد»
فإني لما فرغت من كتاب العوالي لوالدي أبي المظفر، رعاه الله، في اثنين وثلاثين جزءا، وكنت قد جمعت معجم شيوخه في ثمانية عشر جزءا، وقع لي أن أجمع لنفسي معجما لشيوخي الذين سمعت منهم تحضرا وسفرا، وإن كنت قد جمعت مجموعا كبيرا، ورويت عن كل شيخ لقيته حديثا واحدا، أو حكاية، أو إنشادا،
1 / 112
غير أني أعرضت فيه، وعن حال الشيوخ، ورويت عن كل أحد حسب ما سمعت منه، ولما وافيت بلخ في سنة ست وأربعين رأيت في الخزانة التي وضعها شيخنا الإمام أبو شجاع عمر بن أبي الحسين البسطامي، كتاب المعجم لشيوخ أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، فاستحسنته لأنه يذكر شيخه، ونسبه، وبلده، وسيرته، وعمن أخذ العلم، وعمن سمع الحديث، وفاته، ويروي له حديثا أو حديثين، ثم جمع بعد ذلك شيخنا عمر بن أبي الحسن البسطامي، ذكره الله بالخير، مشيخة لنفسه جمع فيها شيوخه بسؤالي إياه، وقرأت بعضه ببلخ سنة ست وأربعين وتممت الباقي عليه ببخاري سنة تسع وأربعين، فأردت الاقتداء بهما، والاقتفاء لآثارهما؛ لأن الله تعالى جده، وتوالى جوده، قد كان حفيا بي، ووليا لي، حيث حبب إلي الحديث، وزينه في قلبي، ورزقني سماع كل سنة حسنة،
1 / 113
ووفقني لشد الرحال إلى محال الترحال، حتى رأيت الأفاضل، والمقانع قبل أن تصير الديار منهم بلاقع، واجتمع عندي من مكتوم الفوائد، ومختوم الزوائد، وفقر المسموعات، وبقر المجموعات، ما لا أعلمه اجتمع لواحد من أبناء العصر، إلا من شاء الله من أهل الدهر، وإذ حصل الإسناد لي بعلو، ولم آمن كون الأجل مني في دنو، اقتضى الحزم تأكيد العزم على تخريج كتب لطاف في أنواع وأصناف فسح بها الخاطر، وتحرك بطلبها الضرائر، فسارت في الأمصار، وانتشرت بعض الانتشار، ثم لما أعدت تصفح ما أعددت أردت أن أجمع شيوخي الذين لقيتهم حضرا وسفرا، ورتبت أسماءهم على الحروف المعجمة في أوائل أسمائهم، ثم عقبت ذلك بحديث النساء على الحروف أيضا، فأذكر الشيخ وأسوق نسبه حسب ما ذكر لي، وأذكر سيرته وأشرح حاله، وأذكر الكتب والأجزاء التي سمعتها منه، وأذكر أسماء الذين اتصل سماع الكتاب منهم مني إلى مصنفه، وأذكر شيوخه الذين سمع منهم، وأروي في ترجمته حديثا أو حديثين، وزيادة إلى العشرة على قدر علو سنده، وحكاية وإنشادا من أعلى ما وقع إلي منه من المنثورات، وأذكر الموضع الذي رأيته فيه، ووقت ولادته ووفاته إن كنت على علم منه أو بلغني ذلك.
والله تعالى يرحمهم حيا وميتا، ويغفر لهم، ويتجاوز عنا وعنهم بفضله وسعة
1 / 114
رحمته.
أَخْبَرَنَا أَبُو الصَّمْصَامِ ذُو الْفَقَارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ الْوَاعِظُ بِالْمَوْصِلِ، أَبْنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْوَزِيرُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ، أَبْنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّائِغُ، كِتَابَةً، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ تُرْكَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهُوَيْهِ، يَقُولُ: قَالَ أَبِي، ﵁: قَلَّ لَيْلَةٌ، إِلا وَأَنَا أَدْعُو لِمَنْ كَتَبَ عَنَّا، وَلِمَنْ كَتَبْنَا عَنْهُ
1 / 115
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ ببغداد، سمعت أبا القاسم يوسف بن الحسن التفكري، سمعت أبا المظفر محمد بن أحمد الخراساني هو الروذي، يقول: رؤي أبو جعفر الكاغذي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولم يحاسبني.
قيل: بماذا؟ قال: أما المغفرة، فإني كنت أقول في رواياتي لمشايخي: أخبرك رضي الله عنك فلان، ثم أقول: حدثني فلان ﵀.
وأما ترك المحاسبة، لأني كنت أقول في كل حديث: ﷺ.
فاستخرت الله تعالى وشرعت في جمعه ضحوة يوم الأحد الثاني عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة، وقدم بعض أئمتنا من اسمه محمد في ابتداء مجموعه تبركا باسم نبينا المصطفى، ﷺ.
وابتدأت أنا بأحمد، لأن محمدا وأحمد كلاهما من أسماء النبي، ﷺ، قال الله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ﴾ [الفتح: ٢٩]، وقال عز من قائل: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: ٦]
1 / 116
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَابِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الأَنْصَارِيُّ الْحَافِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْبَصْرَةِ، أبنا أَبُو طَاهِرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ، أبنا أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، أَبْنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْمَادَرَائِيُّ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، ﵁، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، ﷺ، يَقُولُ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يَحْشُرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ»
1 / 117
أخبرنا أبو محمد دعوان بن علي بن حماد بن صدقة الجبائي ببغداد، وأبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي بمرو، قال: أبنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال، أبنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني الحافظ، سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، يقول: كان أبو محمد
1 / 118
عبد الله بن محمد بن ناجية، يقول: أبنا أحمد بن الوليد البسري.
فأقول: محمد أيها الشيخ، فيقول: محمد وأحمد واحد.
ثم آتي على حرف حرف إلى آخر الحروف، وأراعي هذا الترتيب في آباء الشيوخ، فأقدم من اسمه أحمد بن أحمد على أحمد بن عمر، لتقدم الألف على العين، وأذكر في آخر الترجمة من اشتهر أبوه بالكنية، وما عرف له اسم، وأورد بعض الشيوخ الذين أجازوا لي على هذا الترتيب.
وأسأل الله تعالى أن ينفعني والسامع به، فإن خير العلم النافع
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَخْضَرُ الْخَطِيبُ بِالأَنْبَارِ، أبنا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ،
1 / 119
أبنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، أبنا عُمَرُ بْنُ مُدْرَكٍ، ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: " الْعِلْمُ عِلْمَانِ: عِلْمٌ فِي الْقَلْبِ فَذَاكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ فَذَاكَ حُجَّةٌ عَلَى ابْنِ آدَمَ "
وأسأله أن يجعل ما جمعته وسردته لوجهه خالصا، وأن يجعل سعينا له، وقصدنا، وإنه على ما يشاء قدير.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ وَجِيهُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ بِنَيْسَابُورَ، أَبْنَا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ
1 / 120
عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ الْحَافِظُ، أَبْنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْكُدَيْمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِقَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ: يَا أَبَا عَامِرٍ، مَالَكَ لَمْ تُصَنِّفْ حَدِيثَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا يَكُونَ لِلَّهِ تَعَالَى
حرف الألف
من اسمه أحمد
الشيخ الأول هو أبو القاسم أحمد بن أحمد بن إسحاق بن موسى الدندانقاني الصوفي
أنا قدمته في الذكر لمعان منها: أن اسمه أحمد، واسم أبيه أحمد، وقدمته على الذي يليه لأن جده اسمه إسحاق، واسم جد الذي يليه علي، وإسحاق يقدم على علي في المعجم، ولأني سمعت عليه بمكة، ومن أشرف البلاد والبقاع.
وأبو
1 / 121
القاسم هذا من أهل الدندانقان، بليدة على عشرة فراسخ من مرو، خربها الأتراك المعروفة بالغز في شوال سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة، وقتل بعض أهلها، وتفرق عنها الباقون، لأن عسكر خراسان قد دخلها وتحصن بها.
وأبو القاسم هذا كان شيخا صالحا، عفيفا، متواضعا، حسن السيرة، جاور بمكة أربعين سنة، وكان قد صحب أبا طاهر أحمد بن محمد بن سلفه الأصبهاني الحافظ،
1 / 122
ورحل معه إلى الشام، وركب البحر إلى مصر، وسمع معه الحديث، وكتب بإفادته عن جماعة، ثم ورد مكة، وجاور بها وسكنها.
سمع بالإسكندرية: أبا الحسن علي بن المشرف بن المسلم بن حميد الأنماطي، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، وأبا بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي، وأحمد بن عبد الله بن هشام اللخمي، وبحلب: أبا عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن طاهر الحلبي، وبدمشق: أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور بن محمد الغساني، وأبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي اللاذقي، وبصور: أبا القاسم أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم الصوري، وبمصر.
، وغيرهم.
1 / 123
كتبت عنه بمكة في النوبة الأولى سنة اثنتين وثلاثين، وأظن أن أحدا لم يكتب عنه قبلي، وانتخبت عليه جزءا من مسموعاته عن شيوخه، وقرأت عليه المقصورة لابن دريد، وكان وهب أجزاءه وأصوله مني فرددتها عليه، وقلت له: ربما تحتاج إليها، ويرغب فيها من يقرؤها عليك.
وكانت ولادته قبل سنة تسعين وأربع مائة، وتوفي.
الرواية:
أخبرنا أبو القاسم الدندانقاني، قراءة عليه بمكة حرسها الله، أبنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي بالإسكندرية، أبنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب البغدادي بالفسطاط، أبنا موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار، ثنا أبو عمرو أحمد بن الفضل البغوي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُوسَى، ثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ، ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ منهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ» .
أخرجه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي في جامعه، عن إسماعيل بن موسى، وهو ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ، كما أخرجناه، وهو حديث عزيز حسن
1 / 124
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّنْدَانْقَانِيُّ بِمَكَّةَ، أَبْنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُشَرِّفِ بْنِ الْمُسْلِمِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْمَاطِيُّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَبْنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الضَّرَّابُ بِمِصْرَ، ثَنَا أَبُي الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّرَّابُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: أَوْصَى حُبَيْشُ بْنُ زُهَيْرٍ، النَّمِرَ بْنَ قَاسِطٍ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالأَنَاةِ، فَإِنَّ بِهَا تُنَالُ الْفُرْصَةُ.
أنشدني أحمد بن أحمد بمكة، أنشدني أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي بالإسكندرية، قال: أنشدني بعضهم:
1 / 125
يقولون ثكلى ومن لم تذق ... فراق الأحبة لم تثكل
لقد جرعتني ليالي الفراق ... شرابا أمر من الحنظل
شيخ آخر: هو أبو القاسم أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أيوب المقرئ الفزي
، من أهل نيسابور.
وفز إحدى مخالفها، يقال لها: بوز.
كان إماما فاضلا، ورعا، كثير العبادة، حسن السيرة، كان سكن أستوا من نواحي نيسابور، وكان يدخل البلد أحيانا، وينزل فز.
سمع أبا بكر محمد بن إسماعيل. . . . . . . . . . . . . . . . .
1 / 126
التفليسي، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وفاطمة بنت أبي علي الدقاق، وأبا سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامش الغازي، وغيرهم، كتب عنه بنيسابور بإفادة عبد الرزاق الطبسي، وسمعت منه، ومن أخيه أبي سعيد محمد بن إبراهيم كتاب آداب الصحبة لأبي عبد الرحمن السلمي، وبروايتهما عن التفليسي، عنه.
وكانت ولادته قبل سنة سبعين وأربع مائة، وكتبت عنه فِي شهر رمضان، سنة ثلاثين وخمس مائة وكانت وفاته بعد ذلك بسنتين أو ثلاث.
الرواية:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَزِّيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ، أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْبَنِينِ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقِ، أَبْنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الأَزْهَرِيُّ، أبنا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَبْنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَطَاءٍ
1 / 127
اللَّيْثِيِّ، سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلا بَوْلٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا»، فَقَدِمْنَا الشام، فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بُنِيَتْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، ﷿
أخبرنا أبو القاسم الفزي بقراءتي عليه، أبنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن السري التفليسي، أبنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن السلمي، أنشدني أبو الحسن السلامي البغدادي، أنشدني نفطويه، أنشدني أحمد بن يحيى ثعلب:
ثلاث خلال للصديق جعلتها ... مضارعة للصوم والصلوات
مواساته والصفح عن كل زلة ... وترك ابتذال السر في الخلوات
1 / 128