Arap Şiirlerinden En Yüksek Talep
منتهى الطلب من أشعار العرب
علا رأسَها بعدَ الهبابِ وسامحتْ ... كمحلوجِ قطنٍ ترتميه النَّوادفُ
وأنحتْ كما أنحى المحالةَ ماتحٌ ... على البئرِ أضحى حوضهُ وهو ناشفُ
يخالطُ منها لينَها عجرفيّةٌ ... إذا لمْ يكنْ في المُقرفاتِ عجارفُ
كأنَّ ونًى خانتْ بهِ من نِظامها ... معاقدُ فارْفضَّت بهنَّ الطَّوائفُ
كأنَّ كُحيلًا مُعقدًا أو عنيَّةٌ ... على رجعِ ذِفريها من اللَّيثِ واكفُ
ينفِّرُ طيرَ الماءِ منها صريفُها ... صريفَ محالٍ أقلقتْهُ الخطاطفُ
كأنِّي كسوتُ الرَّحلَ أحقبَ قاربًا ... لهُ بجنوبِ الشَّيِّطينِ مساوفُ
يقلِّبُ قيدودًا كأنَّ سراتَها ... صفا مدهنٍ قدْ زحفلتْهُ الزَّحالفُ
يقلِّبُ حقباءَ العجيزةِ سمحجًا ... بها ندبٌ من زرِّهِ ومناسفُ
وأخلفهُ من كلّ وقطٍ ومدهنٍ ... نطافٌ فمشروبٌ يبابٌ وناشفُ
وحلأها حتَّى إذا هيَ أحنقتْ ... وأشرفَ فوقَ الحالِيينِ الشَّراسفُ
وخبَّ سفا قُريانهِ وتوقَّدتْ ... عليهِ منَ الصّمّانتينِ الأصالفُ
فأضحى بقاراتِ السِّتارِ كأنَّهُ ... ربيئةُ جيشٍ فهو ظمآنُ خائفُ
يقولُ لهُ الرَّاؤونَ هذاكَ راكبٌ ... يُؤبِّنُ شخصًا فوق علياءَ واقفُ
إذا استقبلتهُ الشَّمسُ صدَّ بوجههِ ... كما صدَّ عن نارِ المهوِّلِ حالفُ
تذكَّرَ عينًا من غمازةَ ماؤها ... لهُ حببٌ تستنّ فيه الزّخارفُ
لهُ ثئلٌ يهتزُّ جعدٌ كأنَّهُ ... مخالطُ أرجاءِ العيونِ القراطفُ
فأوردَها التّقريبُ والشَّدُّ منهلًا ... قطاهُ معيدٌ كرّةَ الوردِ عاطفُ
فلاقى عليها من صباحَ مدمِّرًا ... لناموسهِ من الصَّفيحِ سقائفُ
صدٍ غائرُ العينينِ شقَّقَ لحمهُ ... سمائمُ قيظٍ فهوَ أسودُ شاسِفُ
أزبُّ ظهورِ السَّاعدينِ عظامهُ ... على قدرٍ شئنَُ البنانِ جنادفُ
أخو قتراتٍ قد تيقَّنَ أنّهُ ... إذا لم يُصب لحمًا من الوحشِ خاسفُ
معاودُ قتلِ الهادياتِ شواؤهُ ... من اللَّحمِ قُصرى بادنٍ وطفاطفُ
قصيُّ مبيتِ اللَّيلِ للصَّيدِ مطعمٌ ... لأسهمهِ غارٍ وبارٍ وراصفُ
فيسَّرَ سهمًا راشهُ بمناكبٍ ... ظهارٍ لؤامٍ فهو أعجفُ شارفُ
على ضالةٍ فزعٍ كأنَّ نذيرها ... إذا لم تُخفّضهُ عن الوحشِ عازفُ
فأمهلهُ حتَّى إذا أنْ كأنَّهُ ... مُعاطي يدٍ من جمّةِ الماءِ غارفُ
وأرسلهُ مستيقنُ الظّنِّ أنَّهُ ... مخالطُ ما تحتَ الشَّراسيفِ جائفُ
فمرَّ النَّضيُّ للذّراعِ ونحرهِ ... وللحينِ أحيانًا عن النَّفسِ صارفُ
فعضَّ بإبهامِ اليمينِ ندامةً ... ولهَّفَ سرًّا أُمَّه وهو لاهفُ
وجالَ ولمْ يعكمْ وشيَّعَ إلفهُ ... بمنقطعِ الغضراءِ شدٌّ مؤالفُ
فما زالَ يبري الشَّدَّ حتَّى كأنَّما ... قوائمهُ في جانبيهِ الزَّعانفُ
كأنَّ بجنبيهِ جنابينِ من حصًى ... إذا عدوّهُ مرَّ به متضايفُ
تواعدُ رِجلاها يديهِ ورأسهُ ... لها قتبٌ فوقَ الحقيبةِ رادفُ
يصرِّفُ للأصواتِ والرِّيحِ هاديًا ... تميمَ النَّضيِّ كدَّحته المناسفُ
ورأسًا كدنِّ التَّجرِ جأبًا كأنَّما ... رمى حاجبيهِ بالحجارةِ قاذفُ
كِلا منخريهِ سائفًا أو معشِّرًا ... بما انفضَّ من ماءِ الخياشيمِ راعفُ
وقال أوس أيضًا:
تنكّرتِ منَّا بعدَ معرفةٍ لمي ... وبعد التَّصابي والشَّبابِ المكرّمِ
وبعدَ ليالينا بجوِّ سويقةٍ ... فباعجةِ القردانِ فالمتثلّمِ
وما خفتُ أنْ تبلى النَّصيحةُ بيننا ... بهضبِ القليبِ فالرّقيّ فعيهمِ
فمِيطي بميَّاطٍ وإن شئتِ فانعَمي ... صباحًا وردِّي بيننا الوصلَ واسلمي
وإن لم يكنْ إلاّ كما قلتِ فأْذني ... بصرمٍ وما حاولتِ إلاّ لتصرِمي
لعمري لقد بيَّنتُ يومَ سويقةٍ ... لمنْ كانَ ذا لبٍّ بوجهةِ منسمِ
فلا وإلهي ما غدرتُ بذمَّةٍ ... وإنَّ أبي قبلي لغيرُ مذمّمِ
يجرِّدُ في السّربالِ أبيضَ صارمًا ... مُبينًا لعينِ النَّاظرِ المتوسّمِ
1 / 64