90

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Yayıncı

دار إحياء التراث القديم

Baskı Numarası

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Yayın Yılı

أغسطس سنة ١٩٥٤م

قال أبو الفتح: اعلم أن أصل "افْعَلَلَّ افْعَلَّلَ"، فعلى هذا ينبغي أن يكون أصل "اطمأنَّ: اطمأْنَنَ" فكرهوا اجتماع مثلين متحركين، فأسكنوا الأول ونقلوا حركته إلى ما قبله، ثم أدغمت اللام الثانية في اللام الثالثة، فصار "اطمأنّ" كما ترى. ويدل على أن "اطمأنّ"١ أصله: "اطمأنَنَ" وأنهم إنما فعلوا ذلك كراهة اجتماع مثلين متحركين، أنه إذا سكن الآخر منهما عاد البناء إلى أصله، ألا ترى أنك تقول: "اطمأننتُ" فتبين النون الأولى لما سكنت النون الآخرة٢، فجرى ذلك٣ مجرى "شدّ وضنّ" ثم تَسكُن اللام فتظهر العين فتقول: "شَدَدْتُ وضَنَنْتُ". وكذلك "احمرّ" أصله: "احْمَرَرَ" بإظهار الراءين، ثم تنكَّبوا الجمع بين مثلين متحركين، فأسكنوا الراء الأولى وأدغموها في التي بعدها، فصارت "احْمَرَّ"، ألا ترى أنك إذا أسكنت اللام الآخرة٤ ظهرت الأولى، وذلك نحو٥ قولك: "احمرَرْتُ واصفرَرْتُ"؟ فإن قيل: فهلا٦ قالوا: "اطمأنن واحمرر" بالإظهار كما قالوا: "جلبب واقعنسس"؟ فالجواب: أنهم إنما بينوا جلبب ونحوه؛ لأنه ملحَق بدحرج، وبينوا اقعنسس؛ لأنه ملحق باحرنجم، فلما أرادوا مثالا لا يكون إلا متحركا لاختلاف حرفيه بينوا؛ ليدلوا على أنه ملحق به٧.

١ اطمأن: زيادة من ظ، ش. ٢ ظ، ش: الأخيرة. ٣ ذلك: ساقط من ظ، ش. ٤ ظ، ش: الأخيرة. ٥ نحو: زيادة من ظ، ش. ٦ ظ، ش: وهلا. ٧ به: ساقط من ظ، ش.

1 / 90