359

Hırsız ve Mağdur İçin Hakem

المنصف للسارق والمسروق منه

Soruşturmacı

عمر خليفة بن ادريس

Yayıncı

جامعة قار يونس

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٩٩٤ م

Yayın Yeri

بنغازي

حتّى إِذا أنفسها ساعة ... كَرتْ يدُ البينِ على الباقيِ
وكأن البين أخذ ما بقي فيها يقارب المعنى والكلام أعذب من الكلام وإن كان أبو الطيب قد اختصر وجاء ببيتين في بيت واحد فنحن نجعل عذوبة اللفظ بازاء الاختصار والسابق أولى به وقال المتنبي:
سَقيتُه عبراتٍ ظَنّها مطرًا ... سَوائلًا من جُفُونٍ ظَنَّها سُحُبا
الربع لا ظن له ولا يقين استعارة والمعنى من قول أبي تمام:
مطرٌ من العبرات خَدِّي أَرضُهُ ... حتَّى الصَّباحِ ومقلتاي سَماؤُه
فذكر الدموع وموقعها، وأين تقع، فَوَفّى الكلام أقسامه، ولم يذكر أبو الطيب إلا العبرات والجفون الذي يدل على المورد ولم يذكر المصدر وهذا ذكر المورد والمصدر فرجح وزاد في المعنى ما هو من تمامه.
وقال المتنبي:
ناءيتُه فَدنى، أدْنيتُه فَنأى ... جَمَّشتُهُ فَنبا، قَبلته فأبَى
قوله:) قبلته فأبى (إنما كان يجب أن يقول أردت تقبيله فأبى فيشتق وقوع الفعل للإباء، ولو قال قائل وقع يريد الضرب فأمتنع لم يكن كلام له حقيقة إنما الكلام أريد ضربه فأمتنع ولكنه على المجاز والتسامح يجوز وقد قال ابن بسام:

1 / 479