سمعه الثاني وهو للأخيطل في رواية ابن قتيبة في بعض القيان. فقال:
جاءتْ بوجهٍ كأنَّهُ قمر ... على قوامٍ كأنَّهُ غُصُنُ
حتى إذا ما استقرَّ مجلسُنا ... وصار في حِجْرها لها وثنُ
غنّتْ، فلم تَبْق فيَّ جارحةٌ ... إلاّ تَمنيتُ أنها أذُنُ
فأخذ بيت أبي تمام بلفظ قد استوفى طويله في أحسن نظامٍ وأوفى تمامٍ فهذا أول الأقسام.
ويلي ذلك الثاني: وهو نقل اللفظ الرذل إلى الرصين الجزل. منه قول العباس بن الأحنف:
زعموا لي أنها صارت تُحّمْ ... ابتلى الله بهذا مَنْ زَعمْ
اشتكت أكمل ما كانت كما ... يَشْتكي البدرُ إذا ما قيل تَمْ
هذا معنى لطيف أخذه ابن المعتز فقال:
طوى عارضُ الحمَّى سَناهُ مخالا ... وألبسه ثوبُ السَّقام هُزالا
كذا البدر محتوم عليه إذا انتهى ... إلى غايةٍ في الحسن صار هلالا
ومنه قول أبي العتاهية:
مَوتُ بَعْضِ الناس في الأرْ ... ضِ على بعض فُتوحُ
معناه لطيف، ولفظه ضعيف،
1 / 106