Debates of Ibn Taymiyyah with the Jurists of His Time
مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره
Yayıncı
دار الكتاب العملي
Yayın Yılı
1405 AH
ابن مطهر : إنهم يقولون: إن الإمام بعده أبو بكر بمبايعة عمر برضى أربعة.
ابن تيمية : بل بمبايعة الكل ورضاهم على رغم أنفك. ولا يرد علينا شذوذ سعد وحده، فهذه بيعة علي رضي الله عنه امتنع عنها خلقٌ من الصحابة والتابعين ممن لا يحصيهم إلاّ الله تعالى، أفذلك في إمامته؟ ومذهب أهل السنة أن الإمامة تنعقد عندهم بموافقة أهل الشوكة الذين يحصل بهم مقصود الإمامة وهو القدرة والتمكين.
ابن مطهر : ولم يول النبي ﷺ أبا بكر عملاً قط، ولما أنفذه بسورة براءة رده بوحي من الله.
ابن تيمية : هذا من أبين الكذب، فمن المعلوم قطعاً أن النبي ﷺ استعمل أبا بكر رضي الله عنه على الحج عام تسع فكان هذا من خصائصه كما أن استخلافه على الصلاة من خصائصه وكان علي رضي الله عنه من رعيته في الحج المذكور فإنه لحقه فقال أمير أو مأمور؟ قال علي: بل مأمور. وكان علي رضي الله عنه يصلي خلف أبي بكر رضي الله عنه مع سائر المسلمين في هذه الحجة، بل خاصة بتبليغ سورة براءة.
ابن مطهر : وقطع سارقاً ولم يعلم أن القطع لليد اليمنى.
ابن تيمية : من أظهر الكذب أن يجهل هذا أبو بكر رضي الله عنه، ثم لو قدر أن أبا بكر كان يجيز ذلك لكان سائغاً، لأن القرآن ليس في ظاهره ما يعين اليمين، لكن تعيين اليمين في قراءة ابن مسعود (فاقطعوا أيمانهما) وبذلك مضت السنة.
ولكن أين النقل بذلك عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قطع اليد اليسرى؟ وأين الإسناد الثابت بذلك؟ وهذه كتب أهل العلم بالآثار الموجودة فليس فيها ذلك، ولا نقل أهل العلم بالاختلاف ذلك قولاً مع تعظيمهم لأبي بكر رضي الله عنه.
36