بسبعة ريالات طعاما وفي يوم الجمعة ثلاثين قدحا طعاما تفرق لأهل الحاجة وثلاث صلات في كل عام وفي الشتاء وفي رمضان وفي ذى الحجة وكان يبعث إليه خلال أيام السنة بالدنانير والدراهم فيفرقها على الضعفاء ولا يدع الشفاعة لدى المهدى العباس فيقبلها ويعرفه بعمارة مسكن لفقير وإعانة متزوج وقضاء دين معسر وغير ذلك فكان طاهر اللسان لا يذكر بالعيب انسانا وكمن له رجل من أهل الشر فى الليل بجامع صنعاء وليس فيه أحد من الناس فقام الرجل يشهر السلاح فقال صاحب الترجمة حسبنا الله ونعم الوكيل واستسلم فسقط ذلك الرجل مغشيا عليه وكان المترجم له طيب العيش محبا للطيب يلبس الفاخر من الثياب وأصابه حصر البول فبعث المهدى العباس من يبضع للحصاة ولما وصل إليه البضاع أراد أن يستعمل المخدر لئلا يجد ألم البضع فقال له صاحب الترجمة لا سبيل إلى استعمال ذلك وسأصبر فباشره البضاع فلما وجد الألم استغاث بالله وأكثر من قول يا غياث المستغيثين فلما وقف البضاع على الحجر بالمثانة استبعدها فقال له بل لتنزل الحجر عن محلها فبال ونزلت ودخلت قصبة الذكر فاسترجع البضاع فقال مالك فأخبره الخبر وأرشده إلى استعمال المخدر فقال لا سأصبر فشق قصبة ذكره واستخرجها وهو صابر وعاش بعد ذلك صحيحا إلا أنه انقطع نسله ولما مات المهدي العباس حزنه صاحب الترجمة حزنا شديدا وعاف الحياة بعده وتخلى عن الدنيا ولبس الخشن من الثياب وباع داره التى في بير العزب وصرف قيمتها في وجوه الخير ثم باع متاعه وملبوسه وصرف قيمته في أهل الحاجات وكتب إلى المنصور على بن المهدى العباس بكتاب يطلب منه شراء بيته بصنعاء
Sayfa 71