أشهر المثرين في زمن هذا الإمام
يظهر أن الثروة بلغت شأوا بعيدا جريا على سنن تقدم البلاد في المدنية والعمران بسبب الأمن والعدل والحرية . وللإستدلال على نموها العظيم في الأوساط الأهلية الرستمية على عهده نذكر أن يبيب بني زلغين المزاتي كان يملك من صنف الإبل ثلاثين ألفا ومن الغنم ثلثمائة ألف ومن الحمير 12 ألفا . ولا شك أن ما ذكروه من هذه الأصناف هم من بعض ثروته العظيمة وقد قال الإمام في هذا المعنى لولاي ومحمد بن جرني ويبيب بن زلغين لخرب بيت مال المسلمين ، أنا بالذهب ومحمد بالحرث ويبيب بالأنعام . وقول الإمام لخرب بيت المال ليس له مفهوم ، وإنما المراد منه امتياز هؤلاء الثلاثة بالثروة الطائلة وتفوقهم الهائل على غيرهم . ومن هذا القبيل قوله : ما أقيم هذا الدين إلا بسيوف نفوسة وأموال مزاته .
ولنقتصر من أخباره على هذا القدر . ومن أراد الوقوف على أحواله ومن اشتهر من رجال السيف والقلم والعلم والأدب في عصره بوجه مفصل فعليه أن يطلبها من المطولات : كالأزهار ، والسير وغيرهما من كتب الموافقين والمخالفين المنصفين ، وقد توفاه الله عليه الرحمة والرضوان في سنة 190 ه ( 805 م ) وعلى أثر وفاته تولى الخلافة ابنه أفلح .
Sayfa 42