فإلى الله أبتهل أن يمنح الإسلام الرفعة والسؤدد على أيدي مصلحين أقوياء لا يخافون في الحق لومة لائم، ولا يخشون الفقر بانفاقهم الدائم ، ولا يهابون الموت في سبيل إعزاز الدين ، وحفظ كيان الوطن وجمع كلمة المسلمين ، ليحيوا حياة طيبة سعيدة يسودها الهناء والوفاق ، حياة سالمة من الفقر والجهل والشقاق ، إنه على جمعهم إذا يشاء قدير . وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد البشير النذير السراج المنير قائد البشر إلى ما فيه السعادة والخير.
الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم
ولد نبي الله ورسوله إلى جميع خلقه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سنة 571 م حسبما حققه العالم الفلكي محمود باشا المصري من أبوين كريمين كل منهما قرشي النسب الأم آمنة بنت وهب من زهرة بن كلاب والأب ( عبدالله بن عبد المطلب ) من بيت هاشم بن عبد مناف أشرف بيت في العرب وفي قريش . ونشأ عليه السلام تحت كفالة جده نشأة صالحة لم يعهد في الناشئين مثلها - إلهاما من الله وتوفيقا وإرهاصا لنبوته - وعاش يتيم الأبوين ، ولما بلغ من العمر خمسا وعشرين تزوج بالسيدة خديجة بنت خويلد القرشية وكان عمرها إذ ذاك أربعين سنة فبقي معاشرا لها أحسن عشرة لم يتزوج غيرها قط إلى أن ماتت رضي الله عنها بعد خمس وعشرين سنة من بنائه بها كانت فيها مثالا أعلى للوفاء ومكارم الخلاق ، والقيام بجميع الحقوق الزوجية ومتعلقاتها . فتأمل كيف أنه عليه السلام لم تطمح نفسه إلى غيرها من النساء الشابات الجميلات وهو في تلك السن التي فيها دم الشباب يفور ويثور ومن شأنه أن يحمل أولي القوة والجمال إلى الرغبة فيهن . ومن هنا نتعلم أن زواجه بغيرها بعد ذلك لم يكن إلا لحكم هامة عامة تصدى لبيانها وعلة مشروعيتها جماعة من كبار المحققين في هذا العصر ، دفعا لشبهات طالما يذكرها المستشرقون وبعض النقاد المضللين .
Sayfa 13