يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ ١: ينبه ﵎ عباده على نعمه ليشكروها حيث كانوا بمكة كذلك، ﴿فآواكم﴾ أي: بالمدينه.
قال قتادة في الآية ٢: "كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلا، وأشقاه عيشا، وأجوعه بطونا، وأعراه جلودا، وأبينه ضلالا. من عاش منهم عاش شقيا، ومن مات منهم ردي في النار، يؤكلون ولا يأكلون. والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا شر منْزلا منهم. حتى جاء الله بالإسلام، فمكن به في البلاد، ووسع به في الرزق، وجعلهم به ملوكا على رقاب الناس. وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم. فاشكروا الله على نعمه، فإن ربكم منعم يحب الشكر؛ وأهل الشكر في مزيد من الله".
وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ٣، قال الزهري ٤: "نزلت في أبي لبابة حين بعثه رسول الله ﷺ إلى بني قريظة فاستشاروه في النّزول على حكم رسول الله ﷺ فقال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه، ثم فطن فحلف لا يذوق ذواقا حتى يموت، أو يتوب الله عليه. وانطلق إلى المسجد فربط نفسه بسارية" والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار، وقال ابن عباس ٥:" ﴿وتخونوا أماناتكم﴾ الأمانة الأعمال التي ائتمن الله عباده عليها، يعني الفريضة.
_________
١ سورة الأنفال آية: ٢٦.
٢ ابن كثير: ٢/٣٠٠، ابن جرير: ٩/٢٢٠.
٣ سورة الأنفال آية: ٢٧-٢٨.
٤ ابن كثير: ٢/٣٠٠ وانظر ابن جرير: ٩/٢٢١، زاد المسير: ٣/٣٤٤.
٥ ابن كثير: ٢/٣٠١، وابن جرير: ٩/٢٢٣.
1 / 13