285

Peygamberin Özeti

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

Yayıncı

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٨هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

ألستم تعلمون ما كنت عليه من النصرانية؟ وإني لم آتكم قط إلا بخير وإن الله تعالى بعث نبيه ونعى له نفسه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠] (١) وقال: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ [آل عمران: ١٤٤]- الآية (٢) .
وفي لفظ أنه قال: ما شهادتكم على موسى؟ قالوا: نشهد أنه رسول الله. قال: فما شهادتكم على عيسى؟ قالوا: نشهد أنه رسول الله قال وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. عاش كما عاشوا، ومات كما ماتوا. وأتحمل شهادة من أبى أن يشهد على ذلك منكم. فلم يرتد من عبد القيس أحد.
وكان رسول الله ﷺ قد استعمل أبان بن سعيد على البحرين. وعزل العلاء ابن الحضرمي. فقال: أبلغوني مأمني فأشهد أمر أصحاب رسول الله ﷺ، فأحيا بحياتهم وأموت بموتهم.
فقالوا: لا تفعل فأنت أعز الناس علينا، وهذا علينا وعليك فيه مقالة يقال: فر من القتال. فأبى. وانطلق في ثلاثمائة رجل يبلغونه المدينة.
فقال له أبو بكر ﵁: ألا ثبت مع قوم لم يبدلوا ولم يرتدوا؟ .
فقال: ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله ﷺ.
فدعا أبو بكر العلاء بن الحضرمي. فبعثه إلى البحرين في ستة عشر راكبا، وقال امض فإن أمامك عبد القيس فسار. ومر بثمامة بن أثال فأمده برجال من قومه بني سحيم ثم لحق به.
فنزل العلاء بحصن يقال له جواثا، وكان مخارق قد نزل بمن معه من بكر ابن وائل حصن المشقر - حصن عظيم لعبد القيس - فسار إليهم العلاء، فيمن اجتمع إليه. فقاتلهم قتالا شديدا، حتى كثر القتلى في

(١) الآية (٣٠) من سورة الزمر.
(٢) من الآية (١٤٤) من سورة آل عمران.

1 / 289