فما حملتْ مِن ناقةٍ فوقَ رَحْلِها ... أبرَّ وأوفى ذِمةً من محمدِ
تَعَلَّم رسولَ الله أنك مُدْركي ... وأنَّ وعيدًا منك كالأخذِ باليدِ
تَعَلَّم رسولَ الله أنك قادِرٌ ... على كلَّ سَكْنٍ من تَهامٍ ومُنجدِ (^١)
ونُبَّي رسولُ الله أني هجوتُه ... فلا رفعَتْ سَوْطي إليَّ إذن يدي (^٢)
سوى أنني قد قلتُ يا ويحَ فِتْيَةِ ... أُصِيْبوا بنحسٍ يوم طَلْقٍ وأسعُدِ
فإنيَ لا عِرضًا خرقتُ (^٣) ولا دمًا ... هرقتُ ففكِّر (^٤) عالمَ الحقَّ واقصِدِ
فلما بلغ رسول الله قصيدتَه واعتذارَه، وكلَّمه فيه نوفل بن معاوية الدَّيلي وشَفَع فيه، وكان قد شجَّه بعضُ بني خُزاعة، فقال رسول الله: "قد عفوتُ عنه"، قال نوفَل: فِداك أبي وأُمِّي، ثم قَدم واعتذر، وقال: إنهم قد كذبوا عليه (^٥).
فوجه الدلالة: أن النبي ﷺ كان قد صالح قريشًا عشر سنين،
_________
(^١) كذا بالأصل، و"مغازي الواقدي"، وفي "السيرة":
* على كلِّ صَرْمٍ مُتْهِمِين ومُنْجِد *
والسَّكْن: أهل الدار. والصرم: البيوت المجتمعة.
(^٢) في "السيرة":
ونبَّوا رسولَ الله أني هجوتُه ... فلا حملت سوطي إليَّ إذن يدي
(^٣) في "السيرة": " ... لا دينًا فتقت".
(^٤) في "السيرة": "تبيَّن".
(^٥) هذا تصرُّف من المختصر، وإلا فقد أنشد في القصيدة نفسها:
تعلَّم بأن الرَّكب ركبَ عُويمرٍ ... هم الكاذبون المخلِفُو كلّ موعِدِ
1 / 58