[ باب : الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب ] [ 145 / 3159] عن جبير بن حية قال بعث عمر الناس فى أفناء الأمصار يقاتلون المشركين ، فأسلم الهرمزان فقال إنى مستشيرك فى مغازى هذه . قال نعم ، مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان ، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس ، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس ، وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس ، فالرأس كسرى ، والجناح قيصر ، والجناح الآخر فارس ، فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى . وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرن ، حتى إذا كنا بأرض العدو ، وخرج علينا عامل كسرى فى أربعين ألفا ، فقام ترجمان فقال ليكلمنى رجل منكم . فقال المغيرة سل عما شئت . قال ما أنتم قال نحن أناس من العرب كنا فى شقاء شديد وبلاء شديد ، نمص الجلد والنوى من الجوع ، ونلبس الوبر والشعر ، ونعبد الشجر والحجر ، فبينا نحن كذلك ، إذ بعث رب السموات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيا من أنفسنا ، نعرف أباه وأمه ، فأمرنا نبينا رسول ربنا - صلى الله عليه وسلم -أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية ، وأخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم -عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة فى نعيم لم ير مثلها قط ، ومن بقى منا ملك رقابكم .
Sayfa 60