[ باب : تعديل النساء بعضهن بعضا ] [ 107 / 4141] عن ابن شهاب قال حدثنى عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عائشة رضى الله عنها زوج النبى - صلى الله عليه وسلم - حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ، وكلهم حدثنى طائفة من حديثها ، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصا ، وقد وعيت عن كل رجل منهم الحديث الذى حدثنى عن عائشة ، وبعض حديثهم يصدق بعضا ، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض ، قالوا قالت عائشة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه ، فأيهن خرج سهمها ، خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -معه ، قالت عائشة فأقرع بيننا فى غزوة غزاها فخرج فيها سهمى ، فخرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما أنزل الحجاب ، فكنت أحمل فى هودجى وأنزل فيه ، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من غزوته تلك وقفل ، دنونا من المدينة قافلين ، آذن ليلة بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأنى أقبلت إلى رحلى ، فلمست صدرى ، فإذا عقد لى من جزع ظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدى ، فحبسنى ابتغاؤه ، قالت وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونى فاحتملوا هودجى ، فرحلوه على بعيرى الذى كنت أركب عليه ، وهم يحسبون أنى فيه ، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم ، إنما يأكلن العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل فساروا ، ووجدت عقدى بعد ما استمر الجيش ، فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب ، فتيممت منزلى الذى كنت به ، وظننت أنهم سيفقدونى فيرجعون إلى ، فبينا أنا جالسة فى منزلى غلبتنى عينى فنمت ، وكان صفوان بن المعطل السلمى ثم الذكوانى من وراء الجيش ، فأصبح عند منزلى فرأى سواد إنسان نائم ، فعرفنى حين رآنى ، وكان رآنى قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفنى ، فخمرت وجهى بجلبابى ، والله ما تكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، وهوى حتى أناخ راحلته ، فوطئ على يدها ، فقمت إليها فركبتها ، فانطلق يقود بى الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين فى نحر الظهيرة ، وهم نزول - قالت - فهلك { فى } من هلك ، وكان الذى تولى كبر الإفك عبد الله بن أبى ابن سلول . قال عروة أخبرت أنه كان يشاع ويتحدث به عنده ، فيقره ويستمعه ويستوشيه . وقال عروة أيضا لم يسم من أهل الإفك أيضا إلا حسان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة ، وحمنة بنت جحش فى ناس آخرين ، لا علم لى بهم ، غير أنهم عصبة - كما قال الله تعالى - وإن كبر ذلك يقال عبد الله بن أبى ابن سلول . قال عروة كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان ، وتقول إنه الذى قال فإن أبى ووالده وعرضى لعرض محمد منكم وقاء قالت عائشة فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا ، والناس يفيضون فى قول أصحاب الإفك ، لا أشعر بشىء من ذلك ، وهو يريبنى فى وجعى أنى لا أعرف من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللطف الذى كنت أرى منه حين أشتكى ، إنما يدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فيسلم ثم يقول « كيف تيكم » ثم ينصرف ، فذلك يريبنى ولا أشعر بالشر ، حتى خرجت حين نقهت ، فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع ، وكان متبرزنا ، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل ، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا . قالت وأمرنا أمر العرب الأول فى البرية قبل الغائط ، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا ، قالت فانطلقت أنا وأم مسطح وهى ابنة أبى رهم بن المطلب بن عبد مناف ، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبى بكر الصديق ، وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتى ، حين فرغنا من شأننا ، فعثرت أم مسطح فى مرطها فقالت تعس مسطح . فقلت لها بئس ما قلت ، أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت أى هنتاه ولم تسمعى ما قال قالت وقلت ما قال فأخبرتنى بقول أهل الإفك - قالت - فازددت مرضا على مرضى ، فلما رجعت إلى بيتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فسلم ثم قال « كيف تيكم » . فقلت له أتأذن لى أن آتى أبوى قالت وأريد أن أستيقن الخبر من قبلهما ، قالت فأذن لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت لأمى يا أمتاه ماذا يتحدث الناس قالت يا بنية هونى عليك ، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن عليها . قالت فقلت سبحان الله أولقد تحدث الناس بهذا قالت فبكيت تلك الليلة ، حتى أصبحت لا يرقأ لى دمع ، ولا أكتحل بنوم ، ثم أصبحت أبكى - قالت - ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على بن أبى طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحى يسألهما ويستشيرهما فى فراق أهله - قالت - فأما أسامة فأشار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -بالذى يعلم من براءة أهله ، وبالذى يعلم لهم فى نفسه ، فقال أسامة أهلك ولا نعلم إلا خيرا . وأما على فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير ، وسل الجارية تصدقك . قالت فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -بريرة فقال « أى بريرة هل رأيت من شىء يريبك » . قالت له بريرة والذى بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا قط أغمصه ، غير أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها ، فتأتى الداجن فتأكله - قالت - فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يومه ، فاستعذر من عبد الله بن أبى وهو على المنبر فقال « يا معشر المسلمين من يعذرنى من رجل قد بلغنى عنه أذاه فى أهلى ، والله ما علمت على أهلى إلا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا ، وما يدخل على أهلى إلا معى » . قالت فقام سعد بن معاذ أخو بنى عبد الأشهل فقال أنا يا رسول الله أعذرك ، فإن كان من الأوس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك . قالت فقام رجل من الخزرج ، وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه ، وهو سعد بن عبادة ، وهو سيد الخزرج - قالت - وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت لعمر الله لا تقتله ، ولا تقدر على قتله ، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل . فقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد - فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه ، فإنك منافق تجادل عن المنافقين . قالت فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -قائم على المنبر - قالت - فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتى سكتوا وسكت - قالت - فبكيت يومى ذلك كله ، لا يرقأ لى دمع ، ولا أكتحل بنوم - قالت - وأصبح أبواى عندى ، وقد بكيت ليلتين ويوما ، لا يرقأ لى دمع ، ولا أكتحل بنوم ، حتى إنى لأظن أن البكاء فالق كبدى ، فبينا أبواى جالسان عندى وأنا أبكى فاستأذنت على امرأة من الأنصار ، فأذنت لها ، فجلست تبكى معى - قالت - فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا ، فسلم ثم جلس - قالت - ولم يجلس عندى منذ قيل ما قيل قبلها ، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه فى شأنى بشىء - قالت - فتشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حين جلس ثم قال « أما بعد ، يا عائشة إنه بلغنى عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة ، فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب ، فاستغفرى الله وتوبى إليه ، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه » . قالت فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -مقالته قلص دمعى حتى ما أحس منه قطرة ، فقلت لأبى أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنى فيما قال . فقال أبى والله ما أدرى ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت لأمى أجيبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فيما قال . قالت أمى والله ما أدرى ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا إنى والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر فى أنفسكم وصدقتم به ، فلئن قلت لكم إنى بريئة لا تصدقونى ، ولئن اعترفت لكم بأمر ، والله يعلم أنى منه بريئة لتصدقنى ، فوالله لا أجد لى ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ثم تحولت واضطجعت على فراشى ، والله يعلم أنى حينئذ بريئة ، وأن الله مبرئى ببراءتى ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل فى شأنى وحيا يتلى ، لشأنى فى نفسى كان أحقر من أن يتكلم الله فى بأمر ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى النوم رؤيا يبرئنى الله بها ، فوالله ما رام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسه ، ولا خرج أحد من أهل البيت ، حتى أنزل عليه ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء ، حتى إنه ليتحدر منه من العرق مثل الجمان وهو فى يوم شات ، من ثقل القول الذى أنزل عليه - قالت - فسرى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يضحك ، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال « يا عائشة أما الله فقد برأك » . قالت فقالت لى أمى قومى إليه . فقلت والله لا أقوم إليه ، فإنى لا أحمد إلا الله عز وجل - قالت - وأنزل الله تعالى ( إن الذين جاءوا بالإفك ) العشر الآيات ، ثم أنزل الله هذا فى براءتى . قال أبو بكر الصديق - وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره - والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذى قال لعائشة ما قال . فأنزل الله ( ولا يأتل أولو الفضل منكم ) إلى قوله ( غفور رحيم ) قال أبو بكر الصديق بلى والله إنى لأحب أن يغفر الله لى . فرجع إلى مسطح النفقة التى كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا . قالت عائشة وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل زينب بنت جحش عن أمرى ، فقال لزينب « ماذا علمت أو رأيت » . فقالت يا رسول الله أحمى سمعى وبصرى ، والله ما علمت إلا خيرا . قالت عائشة وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم -. فعصمها الله بالورع - قالت - وطفقت أختها حمنة تحارب لها ، فهلكت فيمن هلك . قال ابن شهاب فهذا الذى بلغنى من حديث هؤلاء الرهط . ثم قال عروة قالت عائشة والله إن الرجل الذى قيل له ما قيل ليقول سبحان الله فوالذى نفسى بيده ما كشفت من كنف أنثى قط . قالت ثم قتل بعد ذلك فى سبيل الله
[ باب : كلام الخصوم بعضهم في بعض ]
[ 108 / 2666و2667 ] عن عبد الله - رضى الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -« من حلف على يمين وهو فيها فاجر ، ليقتطع بها مال امرئ مسلم ، لقى الله وهو عليه غضبان » .
قال فقال الأشعث بن قيس فى والله كان ذلك ، كان بينى وبين رجل من اليهود أرض فجحدنى ، فقدمته إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -فقال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « ألك بينة » . قال قلت لا . قال فقال لليهودى « احلف » . قال قلت يا رسول الله إذا يحلف ويذهب بمالى . قال فأنزل الله تعالى ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) إلى آخر الآية .
Sayfa 49