(2) سورة : المزمل آية رقم : 2 2 - حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع ، وبحر بن نصر ، قالا : ثنا ابن وهب ، أخبرني معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، قال : حججت ، فدخلت على عائشة Bها ، فسألتها عن خلق رسول الله A ، فقالت : « كان خلق رسول الله A القرآن . وسألتها عن قيام رسول الله A بالليل ، فقالت : أما تقرأ : يا أيها المزمل ؟ قلت : بلى ، قالت : فهو قيامه » 3 - حدثنا عباس بن الوليد النرسي ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام ، حدثنا أنه ، طلق امرأته ثم دخل المدينة ليبيع عقارا (1) له بها ، ثم يجعله في الكراع والسلاح ، ثم يجاهد الروم حتى يموت . قال : فلما قدمت المدينة لقيت رهطا (2) من الأنصار ، أو قومه ، فحدثهم ، فحدثوه أن رهطا منهم ستة أرادوا ذلك في حياة رسول الله A ، فنهاهم نبي الله A عن ذلك فقال لهم : « أليس لكم في أسوة (3) ؟ » ، فلما حدثوه حديثهم هذا أشهدهم على رجعة (4) امرأته ، ثم أتانا فأخبرنا أنه انطلق إلى عائشة Bها . قال : فأتيت على حكيم بن أفلح ، فاستلحقته (5) فجاء معي ، فاستأذنا فدخلنا عليها . فقالت : أحكيم ؟ وعرفته . قال : نعم . قالت : من هذا معك ؟ قال : سعد بن هشام . قالت : من هشام ؟ قال : ابن عامر نعم المرء كان وكان أصيب يوم أحد قلت : يا أم المؤمنين ، أنبئيني عن خلق رسول الله A . قالت : ألست تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى ، قالت : فإن خلق رسول الله A كان القرآن . قال : فهممت أن أقوم فلا أسألها عن شيء أو فلا أسأل أحدا عن شيء فبدا لي ، فقلت : يا أم المؤمنين ، أنبئيني عن قيام رسول الله A . قالت : ألست تقرأ هذه السورة : يا أيها المزمل ؟ قلت : بلى . قالت : فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة فقام نبي الله A وأصحابه حولا (6) حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة ، فصار قيام الليل تطوعا (7) بعد فريضة « وعن ابن عباس Bه في قوله : » قم الليل إلا قليلا (8) أمر الله نبيه A والمؤمنين بقيام الليل إلا قليلا ، فشق على المؤمنين ثم خفف عنهم ورحمهم وأنزل بعد هذا : علم أن سيكون منكم مرضى (9) الآية . فوسع الله له ولم يضيق . قال : كان بين الآيتين سنة : يا أيها المزمل قم الليل (10) و فاقرءوا ما تيسر إلى آخر السورة « ، وعن جابر بن عبد الله Bه ، أن النبي A بعثهم في جيش وأمر عليهم أبا عبيدة Bه وقد كان كتب عليهم قيام الليل فكانوا يقومون حتى انتفخت أقدامهم فأصابهم في ذلك الوجه جوع شديد . قال : ووضع الله عنهم قيام الليل » ، وعن الحسن C « أن الله لما أنزل هذه السورة وكان بين أولها وآخرها سنة : يا أيها المزمل حتى بلغ فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا (11) ثم أنزل الله بعد سنة إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك قال : لا والله ما كل القوم قام بها . قال : والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم . فبكى الحسن عند ذلك . وقال : الحمد لله الذي جعل قيام الليل تطوعا بعد فريضة : علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله حتى بلغ فاقرءوا ما تيسر منه وقال : ولا بد من قيام الليل قال : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (12) . قال فريضتان لا صلاح للأعمال إلا بهما » ، وعن أبي عبد الرحمن السلمي : « لما نزلت يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا قام رسول الله A وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وسوقهم ، حتى نزلت إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا حتى بلغ فاقرءوا ما تيسر من القرآن » ، وعن قتادة في قوله : « يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا افترض الله قيام الليل في أول هذه السورة . فقام رسول الله A وأصحابه حولا فأمسك الله خاتمتها في السماء أثني عشر شهرا ، ثم أنزل الله التخفيف في آخرها ، فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة . قال : علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله الآية فنسخت هذه الآية ما كان قبلها » ، وعن مجاهد في قوله : فاقرءوا ما تيسر منه قال : « رخص لهم في قيام الليل » ، وعن عكرمة : « يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا قال : » لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ثم نسختها آخر السورة قوله : فاقرءوا ما تيسر منه . وعن عطاء في قوله : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (13) . قال : ذلك إذا أمروا بقيام الليل إلا قليلا كانوا يحتجرون احتجارا بالصلاة . فقال رجل لعطاء من الجوع ؟ قال : بل لله كان أبو ذر يحتجر ، ثم يأخذ الغطاء فيتعبد عليها حتى نزلت الرخصة : فاقرءوا ما تيسر إلى وأقيموا الصلاة قال : المكتوبة « ، وسأل رجل عكرمة : إني أتعلم القرآن ويقولون لا توسده . فقال له : » إنك أن تنام عالما خير من أن تنام جاهلا «
__________
(1) العقار بالفتح : الضيعة والنخل والأرض ونحو ذلك
(2) الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة
(3) الأسوة : القدوة
(4) الرجعة : ارتجاع الزوجة المطلقة غير البائنة إلى النكاح من غير استئناف عقد
(5) فاستلحقته : أدركته
(6) الحول : العام أو السنة
(7) التطوع : هو فعل الشيء تبرعا من نفسه واختيارا دون إجبار
(8) سورة : المزمل آية رقم : 2
(9) سورة : المزمل آية رقم : 20
(10) سورة : المزمل آية رقم : 1
(11) سورة : المزمل آية رقم : 19
(12) سورة : البقرة آية رقم : 43
Sayfa 5