رفضوا زيد بن علي بن الحسين، في خلافة هشام، وقصة زيد بن علي بن الحسين، كانت بعد العشرين ومائة سنة إحدى وعشرين، أو اثنتين وعشرين ومائة في آخر خلافة هشام. قال أبو حاتم البستي: قتل زيد بن علي بن الحسين بالكوفة سنة اثنتين وعشرين، فصلب على خشبة، وكان من أفاضل أهل البيت وعلمائهم، وكانت الشيعة تنتحله.
متى سموا رافضة وكذا الزيدية
(قلت) : ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر. فترحم عليهما، رفضه قوم فقال لهم: رفضتموني، فسموا رافضة، لرفضهم إياه، وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيديا، لانتسابهم إليه، ولما صلب كانت العباد تأتي إلى خشبته بالليل، فيتعبدون عندها.
والشعبي توفي في أوائل خلافة هشام، أواخر خلافة يزيد بن عبد الملك أخيه، سنة خمس ومائة، أو قريبا من ذلك. فلم يكن لفظ الرافضة معروفا إذ ذاك.
وبهذا وغيره يعرف كذب لفظ الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ الرافضة، ولكن كانوا يسمون بغير ذلك الاسم، كما يسمون بالخشبية لقولهم إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع إمام معصوم، فقاتلوا بالخشب.
ولهذا جاء في بعض الروايات عن الشعبي: ما رأيت أحمق من الخشبية، فيكون المعبر عنهم بلفظ الرافضة ذكره بالمعنى، مع ضعف عبد الرحمن، ومع أن الظاهر أن هذا الكلام، إنما هو نظم عبد الرحمن بن مالك بن مغول وتأليفه، وقد سمع منه طرفا عن الشعبي، وسواء كان هو ألفه ونظمه لما رآه من أمور الشيعة في زمانه، ولما سمع عنهم، أو لما سمع من أقوال أهل العلم فيهم، أو بعضه أو مجموع الأمرين، أو بعضه لهذا وبعضه لهذا، فهذا الكلام معروف بالدليل الذي لا يحتاج فيه إلى نقل وإسناد، وقول القائل: إن الرافضة تفعل كذا، المراد به بعض الرافضة، كقوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله} (1) {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم} (2) .
Sayfa 19