157

Kısaltılmış Hedefe Gidenlerin Yolu

مختصر منهاج القاصدين

Yayıncı

مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ

Yayın Yeri

دمشق

وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: رحم الله امرءًا أهدى إلينا عيوبنا. وسأل سلمان رضى الله عنه لما قدم عليه من عيوبه، فقال: سمعت أنك جمعت بين إدامين على مائدة، وان لك حلتين: حلة بالليل، وحلة بالنهار، فقال: هل بلغك غير هذا؟ قال: لا، قال: أما هذا فقد كفيتهما. وكان عمر رضى الله عنه يسأل حذيفة: هل أنا من المنافقين؟ وهذا لأن كل من علت مرتبته في اليقظة زاد اتهامه لنفسه، إلا أنه عز في هذا الزمان وجود صديق على هذه الصفة، لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة، فيخبر بالعيب أو يترك الحسد، فلا يزيد على قدر الواجب. وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحن الآن في الغالب أبغض الناس إلينا من يعرفنا عيوبنا. وهذا دليل على ضعف الإيمان، فإن الأخلاق السيئة كالعقارب، لو أن منبهًا نبهنا على أن تحت ثوب أحدنا عقربًا لتقلدنا له منة، واشتغلنا بقتلها، والأخلاق الرديئة أعظم ضررًا من العقرب على ما لا يخفى. الطريقة الثالثة: أن يستفيد معرفة نفسه من ألسنة أعدائه، فإن عين السخط تبدى المساوئ، وانتفاع الإنسان بعدو مشاجر يذكر عيوبه، أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يخفى عنه عيوبه. الطريقة الرابعة: أن يخالط الناس، فكل ما يراه مذمومًا فيما بينهم، يجتنبه. ٤ - فصل [في شهوات النفوس] وقد ذكرنا أن شهوات النفوس لم توضع إلا لفائدة، إذ لولا شهوة المطعم ما حصل تناول الغذاء، ولولا شهوة الجماع لانقطع النسل، وإنما المذموم فضول الشهوات وطغيانها، وثمة قوم لم يفهموا هذا القدر، فأخذوا يتركون كل ما تشتهيه النفس، وهذا ظلم لها بإسقاط حقها، فإن لها حقًا بدليل قوله ﵌: "إن لنفسك عليك حقًا" حتى إن قائلًا منهم يقول: لى كذا وكذا سنة اشتهي كذا فلا أتناوله، وهذا انحراف عن الحلِّ وخلاف سنة رسول الله ﵌، فإنه كان

1 / 157