135

Summary of the Book of Al-Muhadhar

مختصر كتاب الأم

Yayıncı

دار الأرقم بن أبي الأرقم

Yayın Yeri

بيروت

الصلاة اتخذوها هزوا ولعباً] الآية(١) وقال [إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع] الآية(٢) فأوجب الله والله أعلم إتيان الجمعة وسن رسول الله ﷺ الآذان للصلوات المكتوبات فاحتمل أن يكون أوجب صلاة الجماعة في غير الجمعة كما أمر بإتيان الجمعة وترك البيع وقد جمع رسول اللّه ﷺ له مسافراً ومقيماً خائفاً وغير خائف وقال الله عز وجل لنبيه ﷺ [وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك] الآية(٣) والتي بعدها.

قال الشافعي: وأمر رسول الله ﷺ من أتى الصلاة أن يأتيها وعليه السكينة ورخص في ترك إتيان الجماعة في العذر بما سأذكره إن شاء الله تعالى في موضعه وأشبه ما وفت من الكتاب والسنة أن لا يحل ترك أن يصلي كل مكتوبة في جماعة حتى لا يخلوا جماعة مقيمون ولا مسافرون من أن يصلي فيهم صلاة جماعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال يتأخرون فأحرق عليهم بيوتهم فوالذي نفسي بيده لم يعلم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً أو مرماتين(٤) حسنتين لشهد العشاء(٥).

قال الشافعي: فيشبه ما قال رسول الله ﷺ من همه أن يحرق على قوم بيوتهم أن يكون قاله في قوم تخلفوا عن صلاة العشاء لنفاق والله تعالى أعلم فلا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك اتيانها إلا من عذر وإن تخلف أحد صلاها منفرداً لم یکن عليه إعادتها صلاها قبل صلاة الإمام أو بعدها إلا صلاة الجمعة فإن على من صلاها ظهراً قبل صلاة الإمام إعادتها لأن إتيانها فرض بين والله تعالى أعلم وكل جماعة صلى فيها رجل في بيته أو في مسجد صغير أو كبير قليل الجماعة أو كثيرها أجزأت عنه.

(١) الآية رقم ٥٨ من سورة المائدة.

(٢) الآية رقم ٩ من سورة الجمعة.

(٣) الآية رقم ١٠٢ من سورة النساء.

(٤) مرماتين: بكسر الميم الأولى أو فتحها قبل المرماة ظلف الشاة وقيل سهم صغير يتعلم به الرمي وهو أحقر السهام وارذلها.

(٥) رواه النسائي / كتاب الإمامة / التشديد في التخلف عن الجماعة ص ١٠٧ ج ٢ المجلد الأول / دار القلم بيروت.

135