İnsanların Haberlerinde Kısaltma
المختصر في أخبار البشر
Yayıncı
المطبعة الحسينية المصرية
Baskı
الأولى
Türler
Tarih
ابنه هارون الرشيد إِلى الروم في جيش كثير، فسار حتى بلغ خليج القسطنطينية، وغنم شيئًا كثيرًا وقتل في الروم وعاد.
ثم دخلت سنة ست وستين ومائة: فيها قبض المهدي وزيره يعقوب بن داود بن طهمان، وكان قبل أن يتولى وزارة المهدي، يكتب لنصر بن سيار، ثم بقي بعده بطالًا، واتصل بالمهدي فاستوزره، وصارت الأمور إِليه وتمكن عنده فحسده أصحاب المهدي، وسعوا فيه حتى أمسكه في هذه السنة، وحبسه، ولم يزل محبوسًا إِلى خلافة الرشيد، فأخرجه وقد عمي، فلحق بمكة، وكان أصحاب المهدي يشربون عنده، وكان يعقوب ينهي المهدي عن ذلك، فضيق على المهدي حتى أمسكه المهدي وحبسه، وفيه يقول بشار بن برد:
بني أمية هبوا طال نومكم ... إِن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ... خليفة الله بين الناء والعود
وفي هذه السنة أقام المهدي بريدًا بين مكة والمدينة واليمن، بغالًا وإبلًا: وفيها قتل بشار بن برد الشاعر على الزندقة، وكان أعمى، خلق ممسوح العينين، ولما قتل كان قد نيف على التسعين، وكان بشار المذكور يفضل النار على الأرض ويصوب رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم ﵇.
ثم دخلت سنة سبع وستين ومائة: فيها توفي عيسى بن موسى بن محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس ابن أخي السفاح والمنصور وهو الذي أوصى له السفاح بالخلافة بعد المنصور. ثم خلعه المنصور وولى ابنه المهدي، وكان عمر عيسى بن موسى المذكور، خمسًا وستين سنة، وفي هذه السنة زاد المهدي في المسجد الحرام، ومسجد النبي ﷺ.
ثم دخلت سنة ثمان وستين ومائة وسنة تسع وستين ومائة.
موت المهدي فيها توفي المهدي، محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بماسبذان في المحرم، لثمان بقين منه، وكانت خلافته عشر سنين وشهرًا، وعمره ثلاث وأربعون سنة، ودفن تحت جوزة، وصلى عليه ابنه الرشيد، وكان المهدي يجلس للمظالم ويقول: أدخلوا علي القضاة، فلو لم يكن ردي للمظالم إِلا للحياء منهم لكفى.
خلافة الهادي
وهو رابعهم، كان موسى الهادي مقيمًا بجرجان، يحارب أهل طبرستان، فبويع له بالخلافة في عسكر المهدي، في اليوم الذي مات فيه المهدي، وهو لثمان بقين من المحرم، من هذه السنة، أعني سنة تسع وستين ومائة، ولما وصل الرشيد وعسكر المهدي إِلى بغداد، راجعين من ماسبذان، أُخذت البيعة ببغداد أيضًا للهادي وكتب الرشيد إِلى الآفاق بوفاة المهدي، وأخذ البيعة للهادي، ولما وصل إِلى الهادي وهو بجرجان الخبر بموت أبيه المهدي، وبيعة الناس له بالخلافة، نادى بالرحيل، وسار على البريد مجدًّا، فدخل بغداد في عشرين يومًا واستوزر الربيع.
2 / 10