İnsanların Haberlerinde Kısaltma

Ebu'l-Fida d. 732 AH
118

İnsanların Haberlerinde Kısaltma

المختصر في أخبار البشر

Yayıncı

المطبعة الحسينية المصرية

Baskı Numarası

الأولى

Türler

Tarih
الهجرة وبين مبعث رسول الله، ثلاث عشرة سنة وشهران وثمانية أيام. بين الهجرة وبين وفاة رسول الله، تسع سنين وأحد عشر شهرًا واثنان وعشرون يومًا وهي بعد الهجرة. حديث الهجرة وأما ما كان من حديث الهجرة، فإِنه لما علمت قريش أنه قد صار لرسول الله ﷺ أنصار، وأن أصحابه بمكة قد لحقوا بهم، خافوا من خروج رسول الله ﷺ إِلى المدينة، فاجتمعوا واتفقوا على أن يأخذوا من كل قبيلة رجلًا، ليضربوه بسيوفهم ضربة رجل واحد، ليضيع دمه في القبائل، وبلغ ذلك النبي ﷺ فأمر عليًا أن ينام على فراشه، وأن يتشح ببرده الأخضر، وأن يتخلف عنه ليؤدي ما كان عند رسول الله ﷺ من الودائع إِلى أربابها، وكان الكفار قد اجتمعوا على باب النبي ﷺ يرصدونه، ليثبوا عليه، فأخذ رسول الله ﷺ حفنة تراب وتلا أول " يس "، وجعل ذلك التراب على رؤوس الكفار، فلم يروه، فأتاهم آت وقال: إِن محمدًا خرج ووضع على رؤوسكم التراب، وجعلوا ينظرون فيرون عليًا عليه برد النبي ﷺ فيقولون محمد نائم، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا، فقام علي فعرفوه. وأقام علي بمكة حتى أدّى ودائع النبي ﷺ. وقصد النبي ﷺ لما خرج من داره، دار أبي بكر ﵁، وأعلمه بأنّ الله قد أذن بالهجرة، فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله، قال الصحبة: فبكى أبو بكر ﵁ فرحًا، واستأجرا عبد الله بن أرقط، وكان مشركًا، ليدلهما على الطريق، ومضى النبي ﷺ وأبو بكر إِلى غار ثور، وهو جبل أسفل مكة، فأقاما فيه ثم خرجا من الغار بعد ثلاثة أيام، وتوجها إِلى المدينة ومعهما عامر بن فهير مولى أبي بكر الصدّيق، وعبد الله بن أرقط الدليل، وهو كافر. وجدت قريش في طلبه، فتبعه سراقة بن مالك المدلجي، فلحق النبي ﷺ، فقال أبو بكر: يا رسول الله أدركنا الطلب. فقال له النبي ﷺ: لا تحزن إِن الله معنا، ودعا رسول الله ﷺ على سراقة، فارتطمت فرسه إِلى بطنها في أرض صلبة. فقال سراقة: ادع الله يا محمد أن يخلصني، ولك أنْ أرد الطلب عنك، فدعا له النبي ﷺ فخلص، ثم تبعه، فدعا عليه ﷺ فترطم ثانيًا، وسأل الخلاص وأن يرد الطلب عن النبي ﷺ، فأجابه النبي ﷺ ودعا له، وقال: كيف بك يا سراقة إِذا سورت بسوار كسرى برويز، فرجع سراقة ورد كل من لقيه عن الطلب. أن يقول كفيتم ما هاهنا. وقدم المدينة رسول الله ﷺ. لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من سنة إِحدى، وذلك يوم الاثنين الظهر، فنزل قباءْ على كلثوم بن الهدم، وأقام بقباء الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجد قباء وهو الذي نزل فيه:

1 / 126