Deniz ve Batış ve Diğer Hikayeler: Yukio Mishima'dan Seçme Hikayeler
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Türler
في وقت الغروب من ذلك اليوم قام سيئتشي بتنفيذ إحدى مهامه اليومية بإخلاص. ألا وهي أنه بعد انتهائه من توصيل الطلبات، وفي الوقت القصير المتاح لديه فارغا، يقوم بالتنزه في الاتجاه المعاكس للحي الفقير، حيث المنطقة السكنية التي يحيط بكل بيت فيها سور من الأشجار. وعندها يقابل حتما فوجيكو التي تخرج للتنزه مع كلب هجين غريب الأطوار، دميم الوجه.
تعلم فوجيكو أن سيئتشي قضى وقتا في مؤسسة الأحداث، وتعلم أيضا كل شيء عن ماضيه. ولكنها لا تهتم أبدا بكل ذلك. عدم اهتمامها بذلك يمكن معرفته من ابتسامتها المبهجة التي تقابل بها سيئتشي كل يوم عند هذا التقاطع.
تختلف فوجيكو عن كل الفتيات اللاتي عرفهن سيئتشي حتى الآن. شعرها مستقيم ينسدل على كتفيها. وفي ظله تبدو خدودها الحمراء التي بها شق بسيط كما لو كانت فاكهة. عيونها واسعة، ومقلتها السوداء تحتل أكثر من نصف مساحة العين. وعندما تضحك تظهر سريعا على خديها غمازتان، وكأنها لا تستطيع التحكم بهما.
لا يتحدث الاثنان بشيء ما على وجه الخصوص، يتبادلان كلمتين أو ثلاث كلمات مثل: «الجو اليوم جميل» أو «هل تحسنت حالة بطن الكلب؟» أو «هل أنت مشغول بتوصيل الفحم؟» فقط أسئلة وإجابات من هذا القبيل.
يتحدثان بهذا فقط ثم يبتسمان ثانية في بهجة، فتذهب فوجيكو في خط سير نزهة الكلب، ويتجه سيئتشي إلى محل الفحم وبذلك يفترقان. ذلك فقط، ما يجعل سيئتشي يحس أنه سيستطيع النوم تلك الليلة مستريح البال. •••
أصبح سيئتشي يزور مرسم ذلك الرسام كلما وجد متسعا من الوقت لديه، حتى ينتهي الرسام من تلك اللوحة. ولا يزوره فارغ اليدين مطلقا، يملأ جيوب سترته بحبات الفول السوداني ذات القشر، ويعطي منها الرسام في صمت ثم يأكل هو أيضا. - «ما رأيك؟»
أحيانا ما يسأل الرسام سيئتشي عن انطباعه، وهو يريه اللوحة غير المكتملة. يضحك سيئتشي ولا يجيب. - «مثلي لا يفهمون في هذا.»
ثم يذهب راحلا دون أن يقول كلمة أخرى أكثر من ذلك.
في أحد الأيام، عندما ذهب سيئتشي لزيارته، كانت اللوحة على غير المتوقع قد تسارع تقدمها وتقريبا اكتملت. وكانت زوجته في ذلك الوقت غير موجودة بالمنزل، فدخل سيئتشي عندما دعاه الرسام لذلك. ثم أخرج من جيبه قبضة بيده من فول السوادني ذي القشر ووضعه في يد الرسام. - «ما رأيك؟! لقد اكتملت تقريبا.» - «حقا؟!»
كان سيئتشي يقف قريبا من حامل اللوحة ثم يقف بعيدا، ويده لا تتوقف عن إصدار أصوات حيوية، من خلال تقشير الفول السوداني ثم وضعه في فمه. شعر الرسام أنه غير راض عن اللوحة. - «هذا ليس أنا.»
Bilinmeyen sayfa