Deniz ve Batış ve Diğer Hikayeler: Yukio Mishima'dan Seçme Hikayeler
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Türler
ودخلت فرقة أخرى غيرنا، حوالي مائة طفل. منطقة ينتشر بها وباء الطاعون الأسود دون أن يعرفوا ذلك. وسمعت أنهم أبيدوا عن آخرهم دون أن ينجو منهم أحد. حتى في فرقتنا ماتت فتاة بعد أن ألقت بنفسها من فوق منحدر جبلي؛ بسبب الاضطراب النفسي الذي أصابها من التعب والإرهاق.
ولكن الأمر العجيب أن كل من مات من الأطفال كان يموت، وهو يرى شبح الأرض المقدسة. ولكن على الأرجح ليست الأرض المقدسة القاحلة تلك الأيام، ولكن شبحها وهي مزارع خصبة وغنية يكثر فيها العسل، وتنتشر فيها زهور الزنبق المتفتحة. وكان السبب في أننا عرفنا ذلك، هو أن الموتى كانوا يحكون عند احتضارهم ما يرونه من أوهام. وحتى لو لم يحكوا، فقد بدت أعينهم في نشوة، وكأنها تواجه أنوارا هائلة ساطعة.
حسنا، لقد وصلنا إلى مارسيليا.
وهناك كان ينتظرنا بالفعل عشرات الفتيان والفتيات. وكانوا يؤمنون أنه بوصولنا سينشطر البحر إلى نصفين يمينا ويسارا. كان عددنا، نحن الذين وصلنا إلى مارسيليا، قد تقلص بالفعل إلى الثلث.
ذهبت إلى الميناء يحيط بي هؤلاء الأطفال بخدودهم المتألقة. وفي الميناء كانت تصطف الصواري العالية بعدد كبير، وكان البحارة ينظرون إلينا نظرتهم إلى شيء نادر الوجود. أديت صلاتي متوجها إلى ضفة الميناء. كان سطح البحر وهاجا بسبب سقوط أشعة الغروب عليه. ظللت لفترة طويلة أصلي. ولكن البحر ظل كما هو عليه من حال، تملؤه المياه، وأمواجه المتدفقة ترمي بنفسها إلى الشاطئ بلا أية مبالاة بنا.
ولكننا لم نيأس؛ فمن المؤكد أن «السيد المسيح» كان ينتظر وصول كل الجموع هنا.
الأطفال يصلون تباعا. الجميع في إرهاق بالغ، بل إن البعض منهم أصابه المرض العضال. انتظرنا عدة أيام بلا طائل، وفي النهاية لم ينشطر البحر.
عندها اقترب رجل يبدو عليه الإيمان الشديد، وعرض علينا الصدقات. وعلاوة على ذلك قال بشيء من الحياء إنه يريد أن ينال مجد اصطحابنا على سفينته الخاصة به، والذهاب بنا إلى أورشليم. نصفنا تردد في ركوب السفينة، ولكن النصف الآخر، وأنا منهم، تشجع وركب السفينة.
لم تتجه السفينة إلى الأرض المقدسة، ولكنها اتجهت جنوبا، ثم وصلت إلى الإسكندرية في مصر. وهناك تم بيعنا جميعا في سوق العبيد.»
صمت أنري لفترة. كان وكأنه يستعيد ذكريات ذلك الأسى والخزي.
Bilinmeyen sayfa