Deniz ve Batış ve Diğer Hikayeler: Yukio Mishima'dan Seçme Hikayeler
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Türler
ولكن على الجانب الغربي من جبل «شوجوغاتاكه» الذي يصعده أنري والفتى، ما زالت أشعة الشمس تسطع فوقه بقوة لا تلين. أصوات حشرات الزيز المنتشرة في جميع أركان الجبل مزعجة للغاية. وعلى جانبي الطريق الجبلية الممتلئة بالحشائش، تفتحت عدة زهرات من زهور الزنبق الحمراء مبكرة عن فصل الخريف.
عندما وصل الاثنان إلى القمة، لم يمسحا العرق، بل تركا نسمات الهواء الجبلية الضئيلة تجفف بشرتيهما.
من مكانهما يمكن رؤية أبراج معبد كينتشوجي المتعددة؛ برج «سايراي إن»، وبرج «دوكيه إن»، وبرج «ميوكو إن»، وبرج «هوشو إن» وبرج «تنغين إن»، وبرج «ريوهو إن». يمكن من قمة الجبل رؤية شجرة العرعر اليانعة، التي أحضر بذورها الراهب العظيم «دايكاكو زينجي» معه من موطنه «سونغ» في الصين، وقد استأثرت أوراقها بأشعة شمس الصيف بجانب مدخل الجبل.
كذلك في بطن جبل «شوجوغاتاكه» يبدو سقف مبنى «أوكونو إن» للمعبد أسفله مباشرة. ثم أسفل المبنى مباشرة يقف برج الناقوس شامخا. وأسفل كهف التأمل وصلاة الزن الذي استخدمه الراهب العظيم، توجد غابة أشجار الكرز التي تكون بحرا من زهور الكرز في موسم الإزهار، تصنع أوراقها ظلالا غنية وفيرة. وفي سفح الجبل توجد بحيرة «دايكاكو» التي تعلن عن وجودها بواسطة انعكاس خافت لسطح مائها من بين الأشجار.
ولكن ليست تلك المناظر هي التي يأتي أنري ليراها،
بل ما يريد رؤيته هو البحر المتألق بعيدا الذي يصنع خطا أفقيا متعرجا مع منحنيات الجبال والوديان في كاماكورا. في فصل الصيف، يمكن من هذا المكان رؤية الشمس وهي تغرب في البحر، حول منطقة رأس «إيناموراغاساكي».
تتشابك السحب المتراصة بانخفاض عند خط الأفق ذي اللون الأزرق الغامق، حيث يلتقي البحر مع السماء. السحب لا تتحرك، ولكنها في الواقع تتفكك في هدوء بالغ يشبه تساقط أوراق زهرة الدباء، فيتغير شكلها ببطء تدريجيا. وفوق ذلك المنظر، توجد السماء زرقاء تماما بلا أية غيوم وقد بهت لونها قليلا. وما زال الوقت مبكرا على أن تتلون السحب، ولكن من خلال الضوء الداخلي، تشوبها ظلال خفيفة بلون المشمش.
إن منظر السماء يعبر بصدق عن تصارع الصيف مع الخريف؛ وذلك لأنه تنتشر بعرض السماء العالية عند الأفق البحري غيوم شبيهة بأسراب سمك السردين. تصطف غيوم السردين فوق الوديان الكثيرة في كاماكورا، باسطة بقعا من السحب اللدنة الدقيقة.
قال «أنري» بصوته الأجش العجوز: «أواه! السحب تبدو وكأنها قطعان من الأغنام!»
ولكن الفتى الأصم الأبكم، جلس فوق صخرة بجواره، وظل ناظرا لأعلى ناحية وجه خادم المعبد، ليبدو الأمر ، وكأن خادم المعبد يحدث نفسه .
Bilinmeyen sayfa