Kısa Hikayelerden Seçmeler
مختارات من القصص القصيرة
Türler
لكن الغريب لم يغادر، بل حمل كرسيا وجلس على مقربة من نيكولاس، متواريا في الظل، ثم نظر مباشرة إلى وجهه وضحك.
ثم قال: «أأنت متأكد من ذلك، يا نيكولاس سنايدرز؟ أأنت متأكد من أنك لا ترغب في شيء؟»
دمدم نيكولاس قائلا: «لا أرغب في شيء سوى أن أرى ظهرك وأنت تغادر.» انحنى الغريب إلى الأمام ولمس بيده الطويلة النحيلة ركبة نيكولاس سنايدرز مازحا. ثم سأله: «ألا ترغب في روح، يا نيكولاس سنايدرز؟»
وقبل أن يستعيد نيكولاس قدرته على الكلام، أردف البائع المتجول الغريب: «فكر في الأمر.» ثم تابع: «لقد تلذذت بمذاق القسوة والدناءة طوال أربعين عاما. ألم تسأم من ذاك المذاق يا نيكولاس سنايدرز؟ ألا تحبذ تغييرا؟ فكر في الأمر يا نيكولاس سنايدرز؛ فكر في متعة أن يحبك الناس، في أن تسمعهم يثنون عليك بدلا من أن يلعنوك! ألن يكون ذلك أمرا مسليا، يا نيكولاس سنايدرز، على سبيل التغيير ليس إلا؟ وإذا لم يعجبك الوضع، فبإمكانك العودة عن قرارك والرجوع إلى طبيعتك مجددا.»
لم يستطع نيكولاس سنايدرز، بينما كان يستعيد ما حدث لاحقا، أن يدرك أبدا لم ظل جالسا في مكانه، يستمع في صبر لحديث هذا الغريب؛ إذ بدا له الأمر، وقت حدوثه، مجرد دعابة صادرة من عابر سبيل أحمق. لكن شيئا ما في ذلك الغريب كان قد أثر في نفسه.
تابع البائع الغريب الأطوار: «معي الوسيلة التي ستمكنك من ذلك؛ أما فيما يخص المقابل ...» قام الغريب بحركة تشير إلى أن هذه التفاصيل المملة لا تهمه. ثم أضاف: «إن مشاهدة نتيجة التجربة هي المقابل الذي أريده. اعتبرني فيلسوفا. فلدي اهتمام بتلك المسائل. انظر.» ثم انحنى وأخرج من حقيبته الموضوعة بين ساقيه قنينة فضية متقنة الصنع ووضعها على الطاولة.
وواصل حديثه شارحا: «إن طعم المادة التي بها ليس كريها.» ثم أضاف: «إنه مر بعض الشيء، لكن لا تحتس كوبا كاملا منها، بل ملء كأس نبيذ فحسب، مثلما تحتسي نبيذ توكاي العتيق، وينبغي أن يركز ذهن الطرفين الشاربين على فكرة واحدة: «فلتحل روحي فيه، ولتحل روحه في!» إنها عملية بسيطة حقا، والسر يكمن في هذه المادة.» ثم ربت على القنينة الغريبة كما لو كانت كلبا صغيرا. «ستقول: «ومن ذا الذي سيبادل روحه بروح نيكولاس سنايدرز؟»» هكذا أضاف الغريب الذي بدا أنه جاء وهو جاهز بإجابات على جميع الأسئلة. ثم استطرد قائلا: «يا صديقي أنت رجل ثري، فلا داعي لأن تخشى شيئا. فالروح هي الأقل قيمة بين جميع ما يملكه الرجال. اختر الروح التي ترغب بها واعقد الصفقة بشروطك. سأدع ذلك الأمر لك لكني سأخبرك بنصيحة واحدة فقط: ستجد الشباب أكثر ترحيبا بعقد تلك الصفقة من العجائز؛ الشباب الذين يعدهم العالم بكل شيء شرط أن يدفعوا مقابله ذهبا. اختر روحا شابة ونضرة ورقيقة وجميلة يا نيكولاس سنايدرز، واخترها سريعا. فقد بدأ الشيب يغزو شعرك يا صديقي. فلتسرع كي تتذوق لذة العيش قبل أن يدركك الفناء.»
ضحك البائع الغريب وبينما كان ينهض أغلق حقيبته. وظل نيكولاس سنايدرز جالسا دون أن يتحرك أو ينطق، حتى انتبه مع صليل الباب الضخم إذ ينغلق. فانتزع القنينة التي تركها الغريب، وانتفض واقفا، عازما على إلقائها خلفه في الشارع. لكن انعكاس ضوء النيران على سطح القنينة المصقول أوقف يده.
ثم ضحك ضحكة خافتة أتبعها بقوله: «على أي حال، تبدو قنينة قيمة»، ووضعها جانبا، وأضاء الشمعتين الطويلتين، وجلس دافنا وجهه مجددا في سجل الحسابات ذي الغلاف الأخضر. ورغم ذلك كانت عيناه تشردان، بين الحين والآخر، ناحية القنينة الفضية التي ظلت في مكانها تكاد الأوراق المتربة تخفيها. ولاحقا سمع ثانية طرقا على الباب، وهذه المرة دخل يان الشاب.
مد يان يده الفتية عبر المكتب الذي تعمه الفوضى.
Bilinmeyen sayfa