İngilizce Hikayelerden Seçmeler
مختارات من القصص الإنجليزي
Türler
فصاح الغلام به: «رح. رح. إنك تمزح.»
فقال كوبز: «عفوا يا سيدي، ولكن هناك طريقا اسمه طريق العشاق. وإنه لجميل، وإنه ليكون من دواعي فخري أن أريكه أنت والسيدة.»
فقال هاري: «يا عزيزتي نورا، إن هذا لاتفاق عجيب، وينبغي أن نرى طريق العشاق هذا. فالبسي قبعتك يا حبيبتي ولنذهب إليه مع كوبز.»
ودعاني كوبز أن أتصور قوة شعوره بنذالته ولؤمه لما قال له هذان الطفلان الغريران، وهما يمشيان إلى جانبه، إن عزمهما صح على أن أكون البستاني الأول لهما، بألفي جنيه في العام، لأني صديق وفي لهما. وقد تمنى كوبز في تلك اللحظة أن تنشق الأرض فتبتلعه؛ فقد أحس بشدة الضعة والحقارة وهما ينظران إليه بعيونهما البراقة، ولا يخالجهما شك في صدقه! فاحتاج أن يغير موضوع الحديث، ويعطفه عن مجراه، ومضى بهما في طريق العشاق إلى البحيرة، وكاد هاري يغرق فيها وهو يحاول أن يقطف لفتاته زنبقة، وأخيرا تعبا، وأضناهما الجهد، فاستلقيا على الأرض المخضرة، والأقاحي ترف عليهما، وناما.
ولا يدري كوبز - ولعلي أنا أدري، ولكن دع هذا فما له قيمة - لماذا يرق قلب المرء حين يرى هذين الطفلين الجميلين راقدين تحت السماء الصافية في النهار المشمس، لا يحلمان بشيء وهما نائمان، كما يحلمان وهما مفتوحا العيون، ويذهب كوبز إلى أن المرء لا يسعه إلا أن يفكر في نفسه، وفيما كان من سيرته وتقلب الأحوال به مذ كان في المهد، وكيف أنه لم يبلغ في الحياة مبلغا، وليس له إلا الذكرى، والأمل ولا حقيقة بينهما.
واستيقظا أخيرا، وتبين كوبز أن الفتاة بدأت تشمس وتعسر، فلما طوق هاري خصرها بذراعه قالت إنه يضايقها، فلما قال لها: «يا نورا، يا قمر الربيع، هل يضايقك هاري؟» قالت: «نعم. وأريد أن أعود إلى البيت!»
على أن دجاجة مسلوقة، وشيئا من الحلواء، فترا من حدتها، وردا إليها سجاحة الطبع، ودماثة الخلق، ويقول كوبز إنه كان يود لو أنه رآها أعظم عناية بالصوت الهاتف بحبها منها بالحلواء التي نسيت نفسها وهي تلتهمها. أما هاري فلم يزعزعه شيء، وظل قلبه الكبير يخفق بالحب، كما كان. ودخلنا في الغسق فخفق رأس الفتاة وشرعت تبكي ... ولهذا أوت إلى فراشها كما فعلت في الليلة السابقة ... ولم ينس الفتى أن يقوم بواجب المرافقة والتوديع، على نحو ما كان منه البارحة.
وحوالي منتصف الليل أقبل صاحب الفندق في مركبة، ومعه المستر وولمرز وسيدة عجوز، وكان المستر وولمرز يبدو عليه الجد الصارم، والتفكه في آن معا وقد قال لزوجة الفندقي: «إننا مدينون لك يا سيدتي بالشكر على عنايتك بولدينا وإنا لعاجزون عن تجزيتك. أين الغلام يا سيدتي؟» فقالت: «إن كوبز يسهر على الولد العزيز ويرعاه يا سيدي. أره الغرفة الأربعين يا كوبز.»، فقال المستر وولمرز: «إني مسرور بأن أراك يا كوبز. فقد علمت أنك هنا.» فقال كوبز: «نعم يا سيدي، وما زلت خادمك المطيع.»
ويقول كوبز: إني قد أستغرب منه أن يذكر لي أن قلبه كان يدق كالمطرقة وهو يصعد درجات السلم، ولكن هذه هي الحقيقة، وقد قال المستر وولمرز، وهو يفتح له الباب: «معذرة يا سيدي، ولكني أرجو ألا تكون حانقا على السيد هاري. إنه غلام شهم يا سيدي، وسيكون مفخرة لك.» ويؤكد لي كوبز أن نفسه كانت جائشة في تلك اللحظة، فلو أن المستر وولمرز ذهب إلى العناد، للكمه واحتمل ما عسى أن يكون من نتائج ذلك.
ولكن المستر وولمرز قال: «كلا يا كوبز ... لا يا صاحبي. وشكرا لك.» وكان الباب قد فتح، فدخل.
Bilinmeyen sayfa