İngilizce Hikayelerden Seçmeler
مختارات من القصص الإنجليزي
Türler
وقالت له: «أتراك ستبقى في المدينة في شهر أغسطس؟»
فقال: «لا ... لا لا ... كلا ... لا أظن.» - «ولكنك تبدو مترددا، وسامحني حين أقول إني واثقة أن بك حاجة إلى تغيير الهواء. فالحقيقة أنك لا تبدو في صحة جيدة. فهل لي أن أغريك بالانضمام إلينا واللحاق بنا في لوسرن؟ إن زوجي يكون مسرورا جدا ... بأن تتاح له فرصة للحديث معك في أحوال أوروبا. فهب لنا من وقتك أسبوعين ... أرجو ...»
فقال: «يا عزيزتي المسز وير، إنك الرقة مجسدة. وإن شكري لك لجزيل، وإني لعاجز عن العبارة عما أحس به تلقاء هذه العناية، ولكن الحقيقة أني أكاد أكون مرتبطا بوعد لإخوان آخرين. بل في وسعي أن أقول إني في حكم ... نعم هذا هو الواقع.»
وكان صوته كالصفير، ونطقه واضحا، وكان يبتسم ابتساما يحول إلى ما يشبه الإشفاء على البكاء وهو ينتقل من عبارة إلى عبارة في ارتباك واضطراب، وكانت كفاه المعروقتان الطويلتان متضاغتين حتى صارت عقل أصابعه بيضاء.
وقالت المسز وير: «إن المهم أنك ستغادر لندن، فإني أخشى أن تغالي في إرضاء ضميرك. وأحسبك تعلم أنك لن تفيد أحدا بأن تتلف صحتك.»
فقال: «هذا واضح. ها ها! وإني أؤكد لك أن هذه الحقيقة غير خافية علي. الصحة أول ما ينبغي العناية به. وليس أولى بأن يجعل الإنسان أقل نفعا من صحة متداعية. على التحقيق! على التحقيق!»
قالت: «فما القول في الجهد الذي تكلفك إياه معاطفك؟ إن لهذا أثرا في الصحة فضلا عن الجو الفاسد.»
قال: «ولكن اسلنجتون ليست فاسدة الجو يا عزيزتي المسز وير، وصدقيني حين أقول إن جوها كثيرا ما يكون منعشا. ولا تنسي أن موقعها مرتفع. أما لو تسنى أن نقلل ما تنفثه مداخن المنازل والمصانع! على كل حال أؤكد لك أن أسلنجتون تتوفر فيها كل المطالب الصحية.»
وقبيل انقضاء السهرة عزفت بعض الأصوات، وكان المستر تمبرلي يبدو كأنه يستطيبها. فقد ثنى رأسه إلى الخلف، وشخص إلى فوق، وبقي شاردا على هذه الهيئة إلى ما بعد انتهاء العزف ثم تنبه وتنهد.
ولما بارح البيت ارتدى معطفا أكثف من أن يتخذ في ذلك الوقت، ودس في جيبيه حذاءيه. وكانت قبعته من المخمل، وعالية وتناول مظلته - ولم تكن محكمة القفل - وانطلق يمشي بسرعة، كأنما يقعد إلى المحطة القريبة من هناك. ولكن القطار لم يكن مقصده، لا ولا سيارات النقل المشترك. فمضى يمشي، ويمشي، في الليل العطر، بخطوة موزونة، شأن من ألف هذا الضرب من الرياضة، وخرج من «نوتنج هيل» إلى «ماربل آرتش»، ومن ثم إلى «نيو أكسفورد ستريت»، ومن طريق تيوبولد إلى بنتونفيل، وراح يصعد حتى بلغ عدوة حيه الصحي! وبعد نصف الليل دخل في زقاق ضيق، يبدو في ضوء القمر الباهت، نظيفا وإن لم يكن فيه ما يدعو إلى الإقبال عليه. وفتح بابا بمفتاح معه، ودخل بيتا صغيرا تفوح فيه رائحة الصمغ. وأوقد شمعة وجدها في جيبه، وارتقى في السلم دورتين إلى غرفة خلفية طولها ثماني أقدام وعرضها سبع أقدام ونصف قدم، وبعد دقائق كان مستغرقا في النوم.
Bilinmeyen sayfa