184

أهكذا تأفل الأقمار، أهكذا تغيض الأنهار، أهكذا تيبس الروضة المعطار، أهكذا يعدو ظلام الليل على وضح النهار؟ وما أجدر مصر أن تقول في منعاك:

كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت

وكنت كالورد أزكى ما أتى ذهبا

طلعت لي قمرا سعدا منازله

حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا

يا عمر الورد: لقد كنت حلما من الأحلام، لولا ما تحدثتا به آثارك الضخام!

يا علما تنكس، ويا سيفا تثلم، ويا أملا تحطم، ويا بنيان قوم تهدم!

وما كان قيس هلكه هلك واحد

ولكنه بنيان قوم تهدما

لقد عظمت مصيبة مصر فيك، أحسن الله لها العزاء، وأوفى لها الجزاء، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

Bilinmeyen sayfa