8
وأراني أهب على أخف طرقة، وأخفت خفقة؟
وما خيرك في أن يثقل نومك، ويستهلك في الغفلة عن الدنيا يومك؟ والنوم كما علمت حاجة يضطر إليها تعب الأجسام، فمن العبث أن نتفقد الحاجة إذا لم نجدها ولم تلجئنا إليها الضرورات! ورحم الله الشاعر الذي يقول: «إن تحت التراب نوما طويلا.» •••
وهكذا ما شكوت علة إلا أصاب الأمل لها تعليلا، وهون على خطبها وإن كان الخطب فيها جليلا! وأنا أصدقه وأطاوعه، وأدفعه ولا أدافعه، وما لي لا أفعل وهو لا يمنيني بحلم من الأحلام، وإنما يتراءى لي بحقي على الأيام، والحق لا بد واصل وإن طال بطؤه، والدهر لا محالة إلى الحق عادل وإن كثر خطؤه.
9
إذن فلننتظر، ومن صبر فقد ظفر! •••
ثم إني لأقوم إلى المرآة فأحقق النظر، فلا يروعني إلا أن أرى وجهي قد تغضن، وجبيني قد تكرش، وأجد في شفتي تهدلا، وفي عنقي ترهلا، أما عيناي فقد بدتا لي كعيني دمية قد نصلتا فلا أثر فيهما يشبه بريق الحياة!
وإني في هذه اللحظة لأستنجد ذلك الذي طالما واساني وهون علي ما أجد
10
فإذا هو يتثاقل عني، وإذا أوصابي وعللي تتداعى وتتجمع لذهني رويدا رويدا حتى تستوي كلها في خلق واحد.
Bilinmeyen sayfa