إذن لم أصبح بعد شيخا، ولتعد علي الأيام ما تشاء! •••
ولكنني مع هذا أرى الشيب يصيح في رأسي، فكيف لعمري لحقني قبل الشباب المشيب؟!
لا تأسي يا نفس ولا تشفقي من بياض الشعر، فلكم رأيت فتيانا باكر رءوسهم هذا النصول وعجل إليها، فما كان بياض الشعر يا نفس دليلا على المشيب! ومع هذا ففي الصبغ إصلاح لخطأ الطبيعة، وتصحيح لما يدعي علي بعض الناس من كذب وزور!
هذا كلام صحيح، ولكن ما لي أحس في عيني فتورا، وأجد في نظري قصورا، حتى أصبحت لا أتبين الشخوص إلا بمقدار، ولا أستطيع القراءة إلا بمعونة المنظار؟
لا شك أن هذا من مرض طارئ، أو من عرض مفاجئ، وما كان جهد العيون وتقاصر الأنظار، دليلا على انطواء الشباب والطعن في الأعمار!
وهذا أيضا كلام صحيح، ولكن ما بالي أري ثقلا في سمعي لقد يفوت علي في المجلس بعض الحديث، ولقد ترعش يدي في بعض الحين فما تكاد تستطيع ضبط اليراع!
وهذا كذلك ليس أمارة على فوت الشباب، إن هو - كما قال الطبيب - إلا من تعب الأعصاب!
فما بالي أجد أسناني قد شاعت في أصولها الآلام، وتجلجلت كلها فما تثبت واحدة منها إلا لهش الطعام؟
لقد حدثني الطبيب أن هذا إنما اعتراني من أثر «السكر» الذي كشف عنه «التحليل»، وهذا «السكر»، والحمد لله، ليس صادرا عن علة لازبة
6
Bilinmeyen sayfa