فإن قلت: ما بالك خصصت المقلدين من الاتباع ؟ قلت: لأن أرباب البحث والإطلاع لا يرى عندهم ذلك التعصب، وسوء الطباع، ألا ترى إلى قدح كثير من حفاظهم، كالدارقطني، وابن حجر صاحب الفتح، وغيرهما في بعض رجال الصحيحين، وأحاديثهما، وقد أوضحت هذه الأبحاث في اللوامع، وإنما الداء العياء هم المقلدون الأغبياء، فإنك تجد من الإنصاف، وفهم المقاصد، وتجنب الإعتساف عند خصمك العالم مالا تجده عند موافقك الجاهل:
ومن البلية عذل من لا يرعوي .... عن غيه وخطاب من لا يفهم
وفقنا الله لفهم الصواب، وسلوك منهج السنة، والكتاب، وهو حسبنا ونعم الوكيل، انتهى كلامه رضي الله عنه.
هذا ولنا بحمدالله إلى هذه المؤلفات المنقول منها في هذا الكتاب طرق صحيحة مزبورة، وإن كان بعضها أشهر من أن نرويه مما تداولته القراءة، والأيدي، وعرفه الخاص والعام، وتلقي بالقبول عند العلماء الأعلام، فنحن نورد بعضا من تلك الطرق، ومن أراد الإستيفاء بحث في كتب الإجازات، وفي لوامع الأنوار، لشيخنا حجة الإسلام العلامة أبي الحسين مجدالدين بن محمد أيده الله وجزاه خير الجزاء.
Sayfa 29