إلى ما في يد غيره من أرض وماء ، فإن حصلت الرغبة في الاتفاق على ذلك ، فالأمر حاصل . فالجواب أن ثم أمورا متي حصلت عليها الموافقة ابتني على ذلك حكم المصاحبة والمصادقة ، ورأى الله والناس كيف يكون تصافينا ، وإذلال عدونا وإعزاز مصافينا ؛ فكم من صاحب وجد حيث لا يوجد الأب والأخ والقرابة ، وما تم أمر هذا الدين واستحكم في صدر الإسلام إلا بمظافرة الصحابة . فإن كانت الرغبة مصروفة إلى الاتحاد وحسن الوداد وجميل الاعتضاد ، وكبت الأعداء والأضداد ، والاستناد إلى من يشتد الأزر به عند الاستناد ، فالرأي إليه في ذلك .
حاجة إلى إنفاذ المغيرين الذين يؤذون المسلمين بغير فائدة تعود . فالجواب عن ذلك أنه إذا كق كف العدوان وترك المسلمين ومالهم من ممالك ، سكنت الدهماء، وحقنت الدماء ، وما أحقه بأن لا ينهى عن خلق ويأتي مثله ، ولا يأمر ببر وينسى فعله ؛ وقنغرطاي بالروم ، وهي بلاد في أيديكم ، وخراجها جبي إليكم ، وقد سفك فيها وقتك ، وسبي وهتك ، وباع الأحرار وأبى إلا التمادي على الإضرار والإصرار .
هذه الإثارات ، فيعين مكانا ويكون فيه اللقاء ، ويعطى الله النصر لمن يشاء . فالجواب عن ذلك أن الأماكن التي اتفق فيها ملتقى الجمعين مرة ومرة ومرة ، قد عاف مواردها من سلم من أولئك القوم ، وخاف أن يعاودها فيعاوده مصرع ذلك اليوم . فوقت اللقاء علمه عند الله فلا يقدر ، وما النصر إلا من عند الله لمن أقدر لا لمن قدر ؛ ولا نحن من ينتظر فلتة ، ولا ممن له إلى غير ذلك لفثة ، وما أمر ساعة النصر إلا كالساعة التي لا تأتي إلا بغتة .
Sayfa 83