Khandaris'in Hayal Gücü: Ve Osman Beşir'den Kim Korkar?
مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
Türler
إنك لم تكذب، لكنك أيضا لم تقل الحقيقة في شأن زوجتك، فكانت زوجته قبيحة مثيرة للمشاكل، لئيمة مزعجة، لا أدري كيف قال إنه يحبها؟! هذه ليست غيرة مني عليها، لكن الحقيقة عينها. هي قريبته، كان يحب في الجامعة إحدى زميلاته، لكنه عندما أراد أن يتزوج تزوج بنت عمته. هي «فصامية ذكورية» متأصلة، يظن الكثير من الرجال الفصاميين أن قريباتهم لا يفعلن كل ما يفعله هو مع الفتيات الأخريات، وينسون أن قريباتهم هن حبيبات، عشيقات وخليلات آخرين مثلهم. قد يؤدين دورهن في العشق بغاية الحميمية والصدق الجسدي والروحي أيضا. بقا ليس من ذلك النوع التائه في بحيرات العسل الأخلاقي، على الأقل معي. فهو يحترم ويقدر كل ما يجري بيننا، لا أعرف لم لم يتزوج حبيبته الأولى، لكن علي أن أصدق ما قاله هو: أمها لا تريدها أن تتزوج من «رطاني»؛ وتقصد شخصا لديه لغة محلية أخرى غير العربية، طبعا لا توجد إشكاليات إذا كانت لغته الأم الإنجليزية أو الفرنسية على سبيل المثال. على الرغم من أنهما من مدينة واحدة، وإقليم واحد، وفي الواقع من أصل واحد، كل ما في الأمر أن مجموعتها القبلية استعربت قبل خاصته ببضع مئات من السنوات قلائل، حوالي مائتي سنة قبل قيام السلطنة الزرقاء، واستعارت اللغة العربية كلغة أم.
حبيبي الأول كان شخصا أقل ما يوصف به أنه جبان، ولم تكن تمنعه من الزواج بي أي سلطة اجتماعية أو ادعاء نقاء عرقي أو أية من تلك الإشكالات الفظيعة. كان همه - للأسف عرفت ذلك مؤخرا - أن يتزوج فتاة لها بشرة - يا حبذا إذا كانت - بيضاء. وطالما يستحيل ذلك في السودان؛ فصفراء فاقع لونها. كان يرى في الأوروبيات تمثيلا للجمال المتناهي في تمام اكتماله، لا أدري لماذا لم أنتبه لذلك عندما كان يقول لي: لم يخلقنا الله إلا كومبارس لنيكول كيدمان. كنت أظنه يلهو أو في أسوأ الأحوال يحاول إثارة غيرتي. انتهى به الطواف إلى الزواج من حورية فاتنة، حمراء البشرة، وهي أخت أحد أصدقائه، وصديقتي بصورة أو بأخرى. كانت قد تحولت إلى بيضاء عندما رآها في المركز الثقافي الفرنسي، عندما تزوجها كانت شديدة البياض، وبإمكانه أن يرى الدم يجري في شرايينها، لها أرداف حقيقية مدورة كبيرة، لم يلاحظها طوال فترة الخطوبة، على الرغم من أنهما مارسا الجنس مرارا، لها نهدان شاهقان أثارا إعجابه! هما لم يكونا هنالك من قبل بالفعل، الذين يعرفونها قديما تحدثوا عن عروس أخرى لها بعض ملامح خطيبته السابقة، عندما بدأت تنجب له الأطفال، أخذت بشرتها تتقشر، وظهر على مواقع حساسة من جلدها طفح قبيح، فنصحها طبيب جلدية استشارته بعدم استخدام المراهم الكيميائية التي تبيض بشرتها عن طريقها؛ لأنها قد تصاب بفشل كلوي حاد أو سرطان البشرة أو الاثنين معا. ولأنها لم تستطع أن تعود للونها الأول الطبيعي، وكان جميلا وناصعا، وليس بإمكانها مواصلة استخدام المراهم الكيميائية؛ لتظل ببشرتها البيضاء التي شاهدها بها إدريس في المركز الثقافي الفرنسي قبل سنوات كثيرة وأعجب بها، فقد أخذت تذبل بسرعة، بل تنحدر انحدارا بليغا نحو هوة اليأس والأحزان. وبدأت مرحلة جديدة في حياتها الزوجية، تتسم بالشجار اليومي، بل والضرب في كثير من الأحيان. ولم يكن السبب لونها، لكن لمشاكل اجتماعية أكثر تعقيدا.
كلما تمعنت في غابة التعقيدات التي تعيشها البنت يوميا، وما يجب أن تكون عليه وما لا يجب، دون المراعاة لها هي ككائن له خياراته، أثمن كلمات أمي ووصاياها لي. قد تبدو دكتاتورية بل وساذجة في أحيان كثيرة، إلا أنها لم تكن دائما في الجانب الخطأ مائة بالمائة؛ إذ كيف لي أن أوازن ما بين رغباتي ورغبات الآخر وتصوري للمستقبل؟
لم يوضح لي الفكرة إطلاقا، كنت لآخر لقاء معه اتفقنا على أن نحتفظ بالطفل، وأن نتزوج وأن نخبر أمي بشأن الزواج في أقرب وقت ممكن. وكنت سعيدة جدا به، قد أظهر لي ما يمكن تفسيره بأنه أيضا في غاية السعادة، ولو أنه بدأ يكثر من شرب العرق بصورة لا يمكن تبريرها بغير الشعور بالإحباط والقلق. وأصر على أن يسقيني بعضا منه، لكني رفضت، فأنا في شهري الأول وعلي أن أكون حريصة على صحة طفلي. كان شخصا طويلا يتمتع بصحة جيدة، وسيما وهادئا، قليل الكلام ويهتم بمظهره وأناقته بصورة جيدة، ولا يملك الآخر إلا أن يفترض فيه حسن النية. ولو أنه أصيب بمرض السكر قبل سنتين أو أكثر، إلا أنه يمتلك طاقة كبيرة ينفقها في العمل عند شركة الصرف الصحي الخاصة التي يعمل بها، وفي لعب الكتشينة وشرب الخمر مع أصدقائه. كالعادة عندما نرغب في البقاء معا ليوم أو أيام، أعلن لأمي بأنني أسافر في رحلة عمل لمدينة قريبة أو بعيدة، وهي غالبا ما لا تمانع وشرطها الوحيد أن أتصل بها كثيرا؛ لأطمئنها بأني حية أرزق، وتزودني بجملة واحدة: اعملي حسابك من أولاد وبنات الحرام! وهي لا تدري بأنني أكبر بنت حرام أنجبتها هي نفسها، وكان يؤلمني كثيرا أنها لا تعرف ذلك.
أستيقظ مبكرا، كنا ننام في سرير واحد كبير من خشب الموسك الناعم البني. لم أنم جيدا الليلة الماضية؛ لقلق ينتابني بين حين وآخر من أجل أمي التي تركتها وحيدة في البيت، وبشأن الطفل الذي يتشكل الآن في، وهي لا تعلم عنه شيئا. أول ما تفعله أمي إذا عرفت، فإنها ستقوم بشيء واحد، ببساطة وبدون أي تفكير أو رحمة: تقتلني!
أنا أعرف أمي تماما، من أي نوع من البشر هي.
أخذ زجاجة العرق من تحت السرير، مسح عليها بكفيه، تناول كوبا صغيرا فارغا، كان قد استخدمه بالأمس، نظر في عمقه باحثا عن أوساخ أو ما يقنعه على غسله. صب عليه ما تبقى من الخمر، قربه من أنفه، استنشق رائحته لبعض الوقت، ثم ابتلعه في جرعة واحدة. صر وجهه، مد شفتيه إلى الأمام فيما لو أنه يجعل منهما مدخنة بشرية لخروج غازات حارقة من جوفه، تجشأ ثم بصق على الأرض من قرف، قال لي: نحنا ما عايزين اللي في بطنك ده.
قلت له: أنت ومنو؟
قال وهو يحملق في عيني: أنا وأنت.
قلت له بتحد وإصرار: أنا عايزاه!
Bilinmeyen sayfa