Khandaris'in Hayal Gücü: Ve Osman Beşir'den Kim Korkar?
مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
Türler
أنا وأمي وحيدتان، أقاربنا يسكنون بعيدا متفرقين في مدائن السودان الكثيرة. ترك لنا أبي بيتا كبيرا في الخرطوم بحري. قمنا بتأجير نصفه الذي يفتح على شارع السيد علي الميرغني. نسكن نحن في النصف الآخر المطل على شارع فرعي صغير لا اسم له، يحتوي على غرفتي وغرفتها، صالون وثلاثة حمامات بكل من الغرفتين والصالون. الجزء الآخر من البيت تستأجره منظمة مجتمع مدني تعمل في حماية الأطفال المتشردين. وهي المنظمة ذاتها التي أعمل فيها أنا أيضا باحثة اجتماعية. تسمى المبادرة الصديقة للأطفال
CFI .
ليس كل ما تقوله أمي لا فائدة منه؛ لأن فكرتها عن حبيبي عبد الباقي كانت في محلها. إن علاقتنا قد استنفدت فرصها كلها. هو يريدها أن تبقى طالما كنا نذهب كثيرا إلى غرفة جدنا الخليفة عبد الله التعايشي السرية ونقضي فيها أجمل أوقات حياتنا. عندما نكون معا كنا نمتلك الحياة كلها، لا يهمنا شيء آخر في العالم، حتى الأطفال المتشردين، المسلولين وغيرهم. كان همنا أن نمتع جسدينا ... أن نشبع رغبة الوحش الساكن في حشو كل منا. أظن الجنس يستطيع أن يفعل ذلك؛ أن يقوم بواجب التواصل الإنساني، الجنس الآمن. لم أقل إن همه كان الجنس أو همنا، بل كل شيء، لكن الأشياء الأخرى إما يصعب الإيفاء بها أو لنا فلسفة في جدواها. إذن، حان الوقت أن نفترق. أنا أريد أطفالا، بل تريدهم أمي أكثر. أمي تصاب بين وقت وآخر بالإحباط النفسي، وتظل لشهر أو شهور ترى وتسمع أشخاصا وتتحدث معهم. مرات عديدة كانت تفكر في الانتحار. لا تستمر الحالة طويلا، لكن عندما تصاب بتلك الحالة نكون في أسوأ أيامنا. في الآونة الأخيرة أخذت تساعد في رعاية المتشردين حسب مزاجها وبما تستطيع. فهي ليست ذات بال طويل وصبر على نزق وشيطنة هؤلاء المنفلتين الذين لا يترددون في عض اليد التي تقدم إليهم كسرة الخبز. فالحياة علمتهم عدم الثقة في الآخرين، ولا في أنفسهم كذلك. أمي تريد أطفالا يملئون حياتها، يوفرون لها الرفقة، أطفالا تثق بهم، على الأقل يمكنها أن تتنبأ بما ينوون القيام به. كنت أتحدث إلى نفسي بصوت عال؛ مما أخاف أمي وظنت أن مرضها قد انتقل إلي. لكن عندما حكيت لها القصة هدأت وكادت أن تبكي! أمي لا تبكي بسهولة. ثم سمعنا طرقا عنيفا على الباب، على الرغم من أن لدينا جرسا إلا أن الطارق لم يستخدمه. هتفت أمي: منو؟ إن شاء الله خير؟
كان يتنفس بصعوبة. ملابسه ممزقة ... وتوجد فيما تبقى منها بعض بقع الدم الجاف. لم يكن هنالك زمن للأسئلة. استحم ... لبس أحد جلابيب أبي، أمي تحتفظ بالكثير منها للذكرى. أمي تهمس في أذني من وقت لآخر مستفسرة عما لحق به. أهمس لها بأنني لا أدري، لكني كنت قد خمنت كل شيء. باختصار شديد وفي كلمتين أخبرني بكل شيء. احتسينا القهوة. عرفت أمي فخافت علينا. كان عبد الباقي رجلا مربوع القامة. طوله 174 سنتيمترا أو يقل بقليل. تدل ملامحه على أنه قد يكون من سكان وسط السودان، أو لحد ما الشمالية. كان غاضبا وهو يحكي كيف قبضوا عليه وضربوه في الشارع العام، ثم أطلقوا سراحه ثم لحقوا به مرة أخرى في بيته. ودارت معركة معهم في البيت. تدخل جيرانه، أصحابه وزوجته. ضربوا الجماعة ضربا مبرحا حتى فروا بجلدهم هاربين.
قاطعتني أمي: سجمى! عنده أولاد؟ بتحبيه ليه؟ - يا أمي شنو علاقة الأولاد بالحب؟
انتفضت أمي تقول، وهي تحملق في عيني كأنها تراني لأول مرة في حياتها، ولأول مرة ألاحظ أن بعينيها حزنا عميقا لا يستطيع الكحل اصطياده: عندو مرا ولا لأ؟
أجبتها بهدوء: عندو مرا.
حاولت أن تكون هادئة مثلي. - يعني عايزة تقلعي راجل المرا وتشردي عياله؟ - يا أمي ممكن نعيش مع بعض المشكلة شنو؟ أنا أصلا ما عايزة راجل متفرغ عشاني. يكفي نصف راجل أو ربع راجل ما أكثر.
صمتت لبعض الوقت، كأنما كانت تريد أن تقول شيئا ما، ثم غيرت رأيها، قالت وهي تمضي بعيدا عني، وتبعثر كلماتها في المكان: كلام ما مقنع. الراجل راجل والمرا مرا ما في نص ولا ربع. وأحسن تسيبي الزول لحاله، خلينا من الكلام الفارغ، شوفي أي مخلوق ما عنده زوجة وعرسيه.
تعكر مزاج والدتي فجأة، ولم تقبل أن تستمع إلى فكرتي الجديدة بشأنه. بل لم تعرف أنه لا يريد أن يتزوجني، وأنني صرفت النظر عنه. بالطبع لم أقل لها إن ما تبقى بيني وبينه هو فقط التعود على تلك المتعة الجسدية، لم يفكر كلانا إلى الآن في التخلي عنها على المدى القريب. هنالك أشياء يجد المرء نفسه ملتزما بالقيام بها، قد لا يفكر كثيرا في مسألة جدواها من عدمه، خاصة الأشياء التي لها علاقة بالجسد، فهذا الأخير له منطقه الخاص وأفاعيله التي لا يستشير فيها العقل، فهو لا يفكر بالأعضاء التناسلية وحدها، لكنه يشرك كل الأجزاء الأخرى فيه، ويشرك العقل، الجزء الأكثر بشرية منه، فهو دكتاتور رحيم، ولا يلام الجسد عندما يعمل عمل الجسد. بعد أن قرأت كتاب السر أخذت حياتي تتغير بسرعة، رميت بكلماتي في ظهرها: أنا ح أتزوج في هذا العام، ح أتزوج رجلا كاملا.
Bilinmeyen sayfa