جئتك مادحا يا أمير المؤسسة.
ر.م.ا :
وتصحي نفسك بعد ألف سنة موت، وتيجي من المعرة لغاية هنا عشان تمدحني؟
أبو العلا :
حاشا لله، ما جئتك مادحا لشخصك؛ فما مدحت في حياتي أميرا ولا ملكا، إنما جئتك كأمير لمؤسسة السعادة الكبرى. لقد جعلت أنباؤها تؤرقني في قبري وتفسد علي متعة الراحتين، ووجدت أني لا أستطيع الموت قبل مدحها فأنشأت لهذا أبياتا.
ر.م.ا :
بس أصل احنا لا مؤاخذة ما عندناش في المؤسسة بند للشعر والشعراء، مش حنقدر نكافأك.
أبو العلا :
وكيف يكون ذلك يا أمير المؤسسة؟ وأنا ما أرقني في قبري إلا أنهار النقود التي تنصب من ميزانيتكم الموقرة وتذهب مساحات في الصحف والجرائد يكتب فيها كلام أعجمي، في حين أن بيتا واحدا من قصيدة لي كفيل بأن يصنع في لحظة ما تفعله إعلاناتكم كلها في عشرات السنين، ويكفيني يا سيد من المؤسسة مكافأة ثمن إعلان صغير على ربع صفحة داخلية من إحدى جرائدكم. ها أنت ذا ترى أني، كما كنت دائما، شاعرا متواضعا متقشفا لا يمكن أن أتطلع مثلا إلى ثمن صفحة بأكملها، أو يا للهول ثمن ملحق من عدة صفحات، أو حتى إعلان في المرناة التي تسمونها التليفزيون تتفسح به فتاة مذياعة، إني رجل جم التواضع يا أمير المؤسسة، أتسمعها؟
ر.م.ا :
Bilinmeyen sayfa