Mücaz
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
المنكرين للرسل، لما زعمت البراهمة أن في العقول من المعرفة بأن الله واحد لا شريك له في خلقه، وأنه أمر بالعدل والتسوية فيما بينهم، ناه عن الظلم والإساءة، على مقالة هؤلاء. اكتفوا بذلك بزعمهم عن الرسل، وعن تنبيه الله عز وجل، وإرشاده للعباد، وتذكاره إياهم برسله وبكتبه. فلهذه العلة أنكرت البراهمة الرسل وكذبوا بها، حتى إنهم قالوا: إن بعث الرسل من الله إلى خلقه لما كان الخلق على هذه الصفة عبث منه غير حكمة، وخطأ منه غير عدل، بل قالوا: إن ذلك مفسدة للخلق غير مصلحة، ومضرة غير منفعة، إذ كانت الرسل تزيد عليهم في الشرائع، وتحمل عليهم ثقل الفرائض، ولذلك كذبت البراهمة الرسل، وأنكروها جميعا. وإلا فما وجه الحكمة في إرسال الله الرسل إلى خلقه، وإنزال كتبه إلى عباده إذا كانت العقول كافية عن كل ذلك، نائبة عن جميعه للذي يوجد فيها من المعارف في وجوه الدين: من العبادات والفرائض والحلال والحرام، ولا أشك بل أعلم علما يقينا أن المقالة مأخوذة من الأخرى، معمولة عنها. وهذا كله من أهل القدر وأشياعهم، بعد قول الله عز وجل: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما) (¬1) ، ثم قال عز وجل: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما) (¬2) ، وقال: (أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير) (¬3) ، وقال عز وجل محتجا عليهم، وقاطعا عذرهم: (فقد جاءكم بشير ونذير) (¬4)
¬__________
(¬1) سورة النساء آية رقم 164.
(¬2) سورة النساء آية رقم 165.
(¬3) سورة المائدة آية رقم 19.
(¬4) سورة المائدة آية رقم 19..
Sayfa 157