Mücaz
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
Türler
على كل حال، وتوقفوا في إنجاز وعيد الله لمن كان بهذه الصفة التي ذكرناها، واضطربت فيه كلمتهم، وتشتت أمرهم، فمن قائل يقول: بأن أمة محمد لا تعرض على النار، ومن قائل يقول بأنه يعذب المذنبين منهم على قدر ذنوبهم، ثم يخرجون فينجز لهم بعد ذلك ما وعد لهم من الثواب، ومن قائل بالتوقف عن ذلك، والشك فيه، ولذلك سموا مرجئة؛ لأنهم أرجوا أهل الكبائر، أي أخروهم، وتركوا القول فيهم، ولم يقطعوا عليهم عذرا، وقيل سموا مرجئة لأنهم أرجوا العمل، ولم يجعلوه إيمانا مع القول، وفي مثل هذا من القول ما روي عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ (لعنت المرجئة على لسان سبعين نبيا) قيل: وما المرجئة يا رسول الله؟ قال: (الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل) (¬1) ، وقيل: إنهم سموا مرجئة لأنهم أرجأوا عليا ولم يعدوه رابعا من الخلفاء، وعلى هذا كله أنهم مرجئة فقط.
¬__________
(¬1) الحديث أخرجه الربيع بن حبيب في الجامع الصحيح 3: 201، في باب الحجة على من قال: إن الإيمان قول بلا عمل. ورواه الدارقطني في السنن عن علي _رضي الله عنه_، وقال السيوطي في الجامع الصغير ضعيف.
Sayfa 111